صفحة:مشهد الأحوال.pdf/82

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٨

لا تحجبي عني جمالك ذا السنى
فبغير منظره أنا لم أُنعم
وإذا حجبت بهاء ذاكَ الحسن عن
عيني فأنظره بعين توهمي
والوهم يجلي للفتى ما لم يكن
طوع العيان فكم بهِ من مغنمِ
أفدي بروحي ذلك الوجه الذي
جمع الجمالَ ولطفَ ذاك المبسمِ
زيحي لثامك يا ابنة الصبح التي
قد أصبحت شرفًا لكل الأنجمِ
فمتى ترى عيناي ما قتلت بهِ
روحي عسى تحيا بمنظره أكسمي
فلو انجلت كل الغواني لي ولم
أكُ ناظرًا لسناكِ لم أتنعمِ
إن كانَ لا يبنى لغيركِ منزلٌ
في مهجتي فصبابتي لم تهدم
فإذا بسطتِ القلب بسطَ مشرّحٍ
وفحصتِ عضو العقل فحص معلمِ
تجدي بذا غيَّ الهوى عوض الهدى
وبذاكَ نيران الجوى بدل الدَّم
قومي انظري حوض المياه عسى إذا
عاينتِ حسنكِ ترحمين تتيمي
فلقد حويتِ من المحاسن ما بهِ
أصبحت ذا قلبٍ بحبك مغرمِ
لك قامةٌ قامت بها طُرَفُ الصبى
فحلت وطرفٌ كالظبا والأسهم
ولواحظٌ ما غازلتني خفيةً
إلا وأخفت في كلَّ تألمِ
حدقٌ أحلنَ دمي وكل عناصري
بقوى الجمال إلى الغرامِ المرغمِ
حتى غدوتُ بغير أنسك لا أرى
حظًّا ولو قد حزتُ كلَّ تنعمِ
هذا هو الشرف الذي لسواكِ لم
يسمح به فتدللي وتحكمي
شرفٌ لديهِ كلُّ قلبٍ خافقٌ
أبدًا وكلُّ فمٍ يرى كالأبكم
أيحلُّ في شرع الهوى لكِ هِجر من
لم يرجُ منك سوى محادثة الفمِ
فأنا وإن كان الهوى بي محدقًا
عفٌّ نفيسُ النفس لم أتجرَّم