الأخرى، فان الفاعل في اللغة الانكليزية مثلًا لا يجيء الا قبل المفعول به سواءٌ دلت عليه القرينة ام لا بسبب انها ليست لغة اعرابية وكما نراه في اللغة العربية نفسها اذا كانت الكلمات لا تقبل اعراباً او لم تكن هناك قرينة معنوية، فاننا نلزم الترتيب فنذكر الفاعل قبل المفعول به مثل سبق اخي غلامي ونذكر المسند اليه قبل المسند اذا استويا في التعريف والتنكير ولم تكن هناك قرينة للتمييز بينهما مثل اخي رفيقي وافضل منك افضل مني. فالأدوار التي مرت على الترتيب ثلاثة: الأول الدور المشوش لغير قصد اعتماداً على القرينة، والثاني الدور المرتب لاعتبارات خصوصية، الثالث الدور المشوش لأغراض بيانية اعتماداً على الاعراب والقرينة.
من تتبع الدرجات التي مرت عليها اللغات في انتقالها من الدور التقليدي الى الدور النطقي اي من تقليد الأصوات تقليداً بسيطاً إلى الفاظ مستقلة يدل بها على المعاني دلالةً صماء لا تظهر فيها صبغة التقليد كما قال المرحوم جورجى زيدان، يرَ ان الاعراب هو آخر ما وصلت اليه اللغات حتى الآن فهو عنوان رقيها. وهذا يحتمل كلاماً طويلًا ليس من غرضنا في هذه العجالة التعرض لهُ. وانما غرضنا هنا هو ان نشير الى الأدوار التي مرت على الاعراب الى ان وصل الى حالته الحاضرة ثم نتبع ذلك بكلمة في الاعراب نفسه نجعلها خاتمة هذ البحث.
كان الاعراب في دوره الأول مشوشاً فكانوا يرفعون او ينصبون