صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/12

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
— ٩ —

التشويش وهذا التشويش نوعان: نوع استعمل قديماً ثم أُهمل ومن تفقد كتب النحو وقع على شيء كثير من هذا، فقد اجازوا نصب الاسم عند امن اللبس نحو خرق الثوب المسمار وكسر الزجاج الحجر بنصب المسمار والحجر ومنه قول الشاعر:

مثل القنافذ هداجون قد بلغت
نجران او بلغت سوءاتهم هجر

برفع نجران وهجر ونصب سوءَات وقاسه ابن الطراورة عملًا بقراءة فتلقى آدم من ربه كلمات بنصب آدم ورفع كلمات ومنه ان بعض العرب كان ينصب بأن او احدى اخواتها المبتدأ والخبر نحو:

اذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن
خطاك خفافاً أن حراسنا اسدا

ونحو قوله:

كأن اذنيه اذا تشوفا
قادمة او قلماً محرفا

وقوله يا ليت ايام الصبى رواجعا. ونحو قولهم لعل أباك قادما. ومثله جزم الفعل بعد لن مع انها من النواصب كقول الشاعر:

لن يخب الان من رجائك من
حرك من دون بابك الحلقه

ومثله جزم الفعل بان الناصبة نحو قوله:

اذا ماغدونا قال ولدان اهلنا
تعالوا الى ان يأتنا الصيد نحطب

ومثله اهمال لم الجازمة نحو قوله:

لولا الفوارس من نعم واسرتهم
يوم الصليفاء لم يوفون بالجار

وقوله:

وتضحك مني شيخة عبشمية
كأن لم ترى قبلي اسيراً يمانيا

وقال ابن مالك انها لغة وزعم اللحياني ان بعض العرب ينصب بها كقراءة بعضهم الم نشرح بفتح الحاء.