صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/125

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ١٢٢ —

تطور اللغة في الفاظها واساليبها - كنت نشرت في احد اعداد الاربعاء السابقة من جريدة السياسة الغراء في صفحة الأدب منها مقالاً عنوانه «تطور اللغة في الفاظها واساليبها» تكلمت في آخره عن فرق من فروق كثيرة بين المذهبين القديم والجديد في الكتابة ، وهو ان اصحاب المذهب القديم اولعوا بالمترادفات يكيلونها جزافاً على غير حاجة اليها ولا فائدة منها . وقدمت على ذلك مثلا من رسالة لكاتب كبير لم اذكر اسمه ، من ذلك قوله : ايها الاخوان ان الصارخة القومية والنمرة الجنسية قد بدأت مع الأقوام ونشأت مع الامم من هي « الكيان ومنذ الاجتماع البشري وتساكن الانسان مع الانسان الخ فالصارخة هي النعرة والقومية هي الجنسية وبدأت هي نشأت والأقوام هي الأمم ومذ الكيان هي منذ الاجتماع البشري ومنذ الاجتماع البشري منذ تساكن الانسان مع الانسان . فأنت ترى انه ما من كلمة الا ومرادفتها معها على غير حاجة اليها ولا فائدة منها . ثم قلت ان هذا النوع من الكتابة غير طبيعي ، او غير عربي او على الأقل لا يستمرئه ذوق هذا العصر. فلما وصلت جريدة السياسة الغراء إلى ذلك الكاتب الكبير الذي نعرف فضله وان كنا ننكر عليه مذهبه هذا غضب جداً ، لا لأن انتقادي جاء في غير محله ، بدليل انه لم يتصد احد للرد علي منذ نشرت رسالتي الى ان تفضل هو بالرد عليها ، الرد الأول على الامير نشر في جريدة السياسة الغراء في العدد ٣٣٢ بتاريخ ٢٢ نوفمبر سنة ١٩٢٣