صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/22

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ١٩ —

والاستنتاج.. ولا تتم هاتان الفائدتان الا اذا كانت حقائق كل موضوع معقولة صحيحة تربط فيها الاسباب بنتائجها ويرجع في النتائج إلى اسبابها مما خلت منه كتبنا الصرفية والنحوية .. بلى قد حاول الصرفيون والنحويون أن يعللوا احکام هم ويربطوها باسبابها الا ان اكثر الاسباب التي ذكروها واهية حتى ضرب المثل بضعف حجة النحوي .. و الطالب الذي يتعلم على هذا الاسلوب السطحي الشاق ، ويقتنع بتلك الاسباب والعلل الواهية ويتعود ان يتلقاها بدون نكير ولا تفكير، تظلم مع الايام بصيرته ويأفن رأيه وتضعف فيه اداة الحكم بحيث يسهل استدراجه إلى تصديق كل خرافة واعتقاد كل سخافة فضلا عما يستفرقه الدرس على ذلك الاسلوب من الوقت الطويل عبثا .... فما احرانا والحالة هذه ان نتدارك الأمر فنجري على الطريقة الافرنجية في بناء احكام لغتنا وقواعده على مبادىء علمية جديدة تسهيلا على الطالب واقتصاداً في وقته وترويضا لعقله .. وهذا ما أحاول بسطه لديكم راجيا ان تغتفروا خروجي عن المأنوف المتعارف ؛ وساقتصر على الكلام عن الفعل في اللغة العربية لان البحث في الفعل أهم الابحاث الصرفية في كل لغة .

تعرفون أن الفعل لا يمكن أن يحدث من تلقاء نفسه بل لا بدله من فاعل يفعله ، فالجلوس لابد له من جالس، والخروج لابد له من خارج وكذلك لا بد له من وقت فاذا وجد الفاعل ولم يكن وقت او وجد الوقت ولم يكن فاضل فلا يقع فعل .. فإذا اردنا تصريف الفعل احتجنا الى ثلاثة اشياء : صيغة للفعل وعلامة للفاعل وعلامة الزمان .