صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/26

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٢٣ —

يستعملون الصيغة الواحدة بدلا من الأخرى فهم يقولون مثلا اذهب وقلت لهذا الشعب كما هو وارد في بعض آيات الكتاب .. بل نرى آثار ذلك في اللغة العربية الى اليوم فاننا قد نستعمل الماضي للحاضر نحو . فالة يوم انت فيه مسلم وهبت له جرم الزمان الذي خلا. اي اهب ونحو كما يقول الشاعر» اي كما قال ، وكبعتك الدار في الانشاء الايقاعي اي ابيعك ، وقد نستعمل الماضي للمستقبل في الانشاء الطلبي نحو رحمك الله اي يرحمك، وفي الشرط نحو ان قمت قمت اي ان تقم اقم وتستعمل المضارع الماضي مع لم في النبي المنقطع نحو لم اذهب ومع لما في النتي المتصل بالحاضر نحو جنت ولما تطلع الشمس، والمستقبل القريب مع السين في حالة الاثبات نحو سأذهب؛ ومع لا في حالة النفي نحو لا اذهب؛ وللمستقبل البعيد مع سوف في حالة الاثبات نحو سوف اذهب ) ومع تن في حالة النفى نحو ان اذهب . ونستعمل الماضى والمضارع للازمنه كلها نحو انما يعمر مساجد الله من آمن بالله اى من يؤمن داعاً ؛ والله يحيى ويميت اى يحيي ويميت دائماً .. الا ان استعمال الصيغة الواحدة الغير الزمان الموضوعه له محصور في مواطن مخصوصة لا يتعداها . فصار استعمالها. كذلك قياساً ، وفي ما عدا ذلك لا يجوز استعمال الصيغة الواحدة الا في ما وضعت له . فكيف تدل الصيغة على الزمان : اذا اعتبرنا الضمائر المتصلة علامات للفاعل فليس هناك الاصيعة الفعل وعلامة للفاعل واما الزمان فليس له علامة.. وقد اختلف الصرفيون في دلالة الفعل على الزمان ، فمنهم من قال ان الفعل يدل على الحدث والزمان معاً بالمطابقة كدلالة الانسان على الحيوان الناطق فانه تمام المعنى الموضوع له اللفظ وهذا مذهب الجمهور. وقال آخرون كالسيد ان دلالة