للحال المثبت والمني، والاستقبال المثبت والمنني والقريب والبعيد ، وقد يستعمل خبراً وطلباً ، نهباً وامراً ، ويستعمل للماضي المنفي المنقطع عن الحاضر بلم ، والمنفي المتصل بالحاضر بالماء فلو دل على الماضي المثبت لاغنى عن صيغني الماضي والامر .. وصيغة المضارع هي صيغة الماضي ، فهي مأخوذة من المصدر مثله فكان يجب ان لا يكون اختلاف في الصيغة بين الماضي والمضارع ، ولكن مع كرور الزمان وتلاعب اللسان ، وقع الاختلاف في الصيغتين في افعال كثيرة، فكانت ابواب الفعل الصحيح ستة وهي. ضرب يضرب نصر علم ينصر يعلم سلام ويدلك عنى ان تلاعب اللسان هو سبب هذا الاختلاف ان الابواب الثلاثة الأولى أكثر استعمالا ، وقد وقع هذا الاختلاف في عين الفعل لانها متحركة في اصل وضعها فهي عرضة لتلاعب اللسان فجاءت تارة مفتوحة وتارة مكسورة وتارة مضمومة ، ثم قد تتفق عين الماضي وقد تختلف ، اما اتفاقها فلان الصيغتين من أصل واحد ، واما اختلافها فلا سبب له غير تلاعب النسان . ويدلك على ذلك ان الفعل الواحد قديجي على بابين او اكثر من هذه الأبواب، فلو كان هناك سبب طبيعي او قصد اعتباري لما جاز ذلك .. بل اذا اخذنا فعلا من الافعال الثلاثية ولم نكن تعرف أصله فلا تستطيع ان تحكم انه من هذا الباب او ذاك اذ ليس لدينا قياس تعتمد عليه .. وهذه حالة في اللغة لا تنطبق على مذهب النشوء والارتقاء اي لو بقيت اللغة مطلقة لصار لكل باب من هذه الابواب معنى
صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/30
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٢٧ —
