صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/31

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٢٨ —

خاص لاتجي عليه الا افعال خاصة كما وقع ذلك في البعض من هذه الابواب قبل عبد التدوين، فان الافعال التي تدل على عيب في الخلقة لاتجى، الا من باب علم يعلم مثل خرس يخرس وطرش يطرش وان كان غيرها يجي عليه ايضاً وعلى غيره ، والافعال التي تدل على الغرائز يجي. اكثرها على باب كرم يكرم مثل شرف يشرف وحسن يحسن، والافعال التي عينها اولامها حرف حلق يجي اكثرها على وزن فعل يفعل بفتح العين في الماضي والمضارع نسهولة لفظ الحرف الحلق مع الفتح ، وباب حسب يحسب اغلب مايجي عليه الافعال المبدوءة بواو مثل ورث يرث وولي يلي .. فانت ترى ان الافعال الثلاثية في اللغة العربية مرت على دورين ووقفت عند الدور الثانت ، اما الدور الأول فهو الذي كانت فيه صيغتا الماضي والمضارع . تشابهتين . واما الدور الثاني فهو الدور الذي وقع فيه الاختلاف بينهما . واما الدور الثالث فهو ان يختص كل باب بمعنى او معنيين او اكثر ؛ ولكن جاء التدوين فوقف في وجه الدور الثالث وان كانت قد ظهرت طلائعه حينئذ كما تقدم .. وتتميز صيغة المضارع عن صيغة الماضي بموضع علامة الفاعل فان كانت في آخر الفعل فالفعل ماض وان كانت في اوله فالفعل مضارع ، ولا نستطيع ان تعتمد في التمييز بينهما على ما وقع في الصيغتين من الاختلاف لانهما قد تتشابهان كما تقدم ... B العلامات التي نضعها في اول المضارع اربع فكيف تكفي لاربعة عشر شخصاً : كان يجب ان يكون لكل شخص علامة خاصة تميزه عن غيره كما رأينا في الماضى، وربما كان الفعل المضارع لاول عهده يصرف