صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/36

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٣٣ —

استغنينا عنها . . وكما استغنينا عن علامة للفاعل استغنينا عن علامة للزمان لان هناك قرينة تدل عليه وهى الطلب ، اذ العمل الذي تطلبه لا يكون الا في المستقبل بعد الطلب . اذا فالفاعل في الأمر يعرف من قرينة توجيه الكلام الى المخاطب . والزمان يعرف من قرينة الطلب .. فلما اخذنا صيغة المضارع المجزوم حذقنا العلامة من اوله لاستغنائنا عنها .. ثم لما تولدت هذه الصيغة في اللغة ، وكان العرب يميلون الى الدقة في البيان اضافوا الى الأمر علامات للمثنى ، والجمع المذكر العاقل ، والجمع المؤنث : وللم يخاطبة ، وان كانت هناك قرينة معنوية تغنى عن هذه العلامات كما تقدم. وتركوا الأمر للمخاطب بدون علامة لفظية اكتفاء بالقرينة حسب الاصل . . وقد اختصت صيغة الأمر بالشخص المخاطب في حالة الاثبات ولكن اذا اردنا توجيه الأمر الى غير المخاطب استعملنا صيغة المضارع المجزوم مع اللام للامر المثبت ، وإن جاز استعمال هذه الصيغة للمخاطب وغيره لا الناهية للأمر المنفي فقلنا ليذهب ولا يذهب .. وقد امتاز الأمر ومع بانواع كثيرة أجمل الكلام عنها خاتمة هذا البحث (۱) الأمر بالصيغة نحو ثم اذهب الشرب ( ۲ ) الأمر باللام نحو ليقم ليذهب ليشرب (۳) - بلا الناهية نحو لا تقم لا تذهب لا تشرب ويقال له نهي ( ٤ ) - بالمصدر نحو رفقاً صبراً مهلا (ه) - المركب نحو تعال نذهب ثم تنطاق قفا نبك يقول النحويون ان المضارع جزم في هذه الجمل على تقدير شرط اي ان تجي، نذهب ان تقم ننطلق ان تقفا نبك، على ان هذه الجمل لا يصح فيها الشرط لان الشرط يقتضي أن يكون الثاني نتيجة عن الأول