ادلة البيان في اللغة العربية
(1) من تدبر العلوم اللسانية في اللغة العربية كالصرف والنحو رأى انه قد مر بها حتى الآن ثلاثة ادوار : الاول دور الاستقراء والتطبيق إستخرج النحاة الأولون فيه الجزئيات من الكليات ثم طبقوا الكليات على الجزئيات طرداً وعكساً مثال ذلك : استقرى النحاة الفاعل في جمل كثيرة فقالوا الفاعل مرفوع ثم قالوا ان لفظة . « رجل » في قولنا جاء الرجل مثلا مرفوع لانه فاعل . الدور الثاني دور التبويب والترتيب ، كان هم كل مؤلف في هذا الدور تتبع الاحكام الكلية في مظانها وترتيبها في فصول و ابواب اشبه بالفهارس ضموا فيه النظير الى نظيره والفرح الى اصله ، ولكن لم يجى احد منهم بشيء جديد من عنده ، بل اقتصروا على مذاهب البصريين والكوفيين وذكر الراجح والمرجوح منها بلا بحث ولا نكير . الدور الثالث دور الاجتهاد حاول بعض المؤلفين فيه ان يخرجوا من عهدة ذلك التقليد بأن يذكروا هنا وهناك بعض آراء لم يسبقهم اليها احد ففتحوا بذلك باب الاجتهاد.. ولاشك اننا اصبحنا اليوم في زمان لابد فيه من اعادة النظر في كل ( ء 1) محاضرة القيت فى الجامعة المصرية في شهر ديسمبر من سنة ١٩٢٠ ونشرت في المقتطف في الجزء الثاني من المجلد الثامن والخمسين سنة ١٩٢١