صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/47

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٤٤ —

فوقه شدة للاختصار ، واما الافرنج فانهم يدعمون الحروف المتجانسة او المتقاربة ولكن بتكرار الحرف اذا كان من جنس الحرف الذي قبله او باللفظ اذا كان قريباً منه وليس عندهم علامة على التشديد او الادغام . (٤) العرب يكتبون الحرف الكبير من حروفهم في آخر الكلمة ايذاناً بأن الكلمة انتهت ، واما الافرنج فيكتبون الحرف الكبير في اول الكلام، او في اول بعض كلماتهم ولا دليل على ان الكلمة انتهت الافصلها عن الكلمة التي بعدها فيضطرون الى ترك جزء من القرطاس خالياً . (٥) ان الكلمة في اللغة العربية تأخذ فسحة اصغر من الفسحة التي تأخذها الكلمة الافرنجية لاسباب (۱) لان حروفنا ادق شكلا ولاسيما الحروف الابتدائية والوسطى (٢) لاننا نكتب الحرفين المتجانسين او المتقاربين في المخرج ، اذا تتابعا في كلمة واحدة وكان اولهما ساكناً والثاني متحركا ، حرفاً واحداً فوقه شدة كما تقدم (۳) لان حروفنا متصلة بعضها ببعض الاحروفا قليلة ، واما حروفهم فكلها منفصلة (٤) لان. الحركات القصيرة عندنا وهي الضمة والفتحة والكسرة والضوابط وهي السكنة والوصلة والمدة والشدة ، والتنوينات على اختلاف انواعها. تكتب كلها فوق الحرف او تحته ، لا في صلب الكلمة ، وقد نستغنى عنها لان لها مواضع معلومة مطردة. بخلاف اللغات الافرنجية فانه لابد من رسم حركاتها في صلب كلماتها ، لانها لا تجري على قياس مطرد. (٦) قال ابن فارس انفردت العرب بالهمز في عرض الكلام مثل سأل وقرأ ولا يكون في شيء من اللغات الا ابتداء، ولكن مع وجود الهمزة ابتداء في اللغات الافرنجيه، لم يضعوا لها صورة بين حروفهم . فهم يقرأون همزة القطع ولا يكتبونها ، ويسقطونها في درج الكلام ونيس