كتبت على يا ... وكل همزة على الف او واو اويا، تهمز وتلين على الغالب، فهي على اشكالها هذه مثل التاء المربوطة التي يجوز فيها امران اما تكون تاوان تكونها .. ولولا القليل لوجب ابدال الهمزة و بطل تحقيقها في كل المواطن التي ذكرناها . وقد اجازوا قصر كل ممدود فقالوا في سما سما وفي حمراء، حمرا بل قد ابتدأ الغاء الهمزة في عرض الكلام في غير المواطن السابقة من ذلك قولهم سل ولا تسل بدلا من اسأل ولا تسأل وقولهم في مضارع رأى وامره يرى وبدلا من يرأى إراً على الاصل مثل نأى ينأى إنا ، وقولهم في الأمر من اكل واخذ وامر كل وخذ ومر باسقاط الهمزتين معاً همزة الامر وهمزة الفعل. ومن ذلك انهم اجازوا حذف همزة النسوية فتقول سواء على أكان كذا ام كذا بالهمزة وسواء علي كان كذا ام كذا بدونها .. وقد كانت قريش تنطق بالهمزة حرقاً بين الهمزة وبين حرف حركتها ويسمى هذا الحرف « بين بين » فانت ترى من كل ما اوردته لك من الامثلة إن اللغة كانت تتدرج إلى الغاء الهمز في درج الكلام او عرضه، اما بالوصل، واما بالابدال، واما بالحذف . كما وقع في اللغة العربية العامية الا قليلا .. واندثار بعض الاصوات في اللغات مألوف، فهذه اللغة الاشورية السامية يقال انها فقدت حروفها الحلقية منذ اربعة آلاف سنة. (۷) ان لكل حرف في اللغة العربية صوتاً خاصاً له لا يتغير، كما إن لكل صوت حرفا خاصا له يدل عليه . اذ ان الاصل في الخط العربي ان يكون مطابقاً لللفظ فتكتب كل كلمة كما ينطق بها ، وينطق بها كما تكتب .. بخلاف بعض اللغات الافرنجية التي تصوّر الصوت الواحد بصور عديدة . فصوت الكاف يصور عندهم تارة بحرف ) وتارة
صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/51
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٤٨ —
