صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/54

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٥١ —

البحث الثالث

- تاريخ الحروف الهجائية وتطورها -

لم يصل الخط الي ما هو عليه الآن الا بعد ان قطع اربعة إدوار (۱) دور التصوير الذاتى . كانت تصور فيه الحوادث والأشياء التي تقبل التصوير فكانوا اذا ارادوا ان يكتبوا مثلا كلمة أسد صوروا أسداً او كلمة وردة صوروا وردة . ( ٢ ) دور التصوير الرمزي اصطلحوا فيه على اتخاذ رموز للمعاني التي لا يمكن تصويرها كأن يرضى عن المحبة بالحمامة ، وعن البغض بالحية (۳) الدور المقطعي ، وتدل فيه الصورة على أولى مقطع من اسمها اي ان الشكل الواحد بعد ان كان يدل على كلمة في الدور التصويري الأول استعمل في هذا الدور للدلالة على حرف وحركة معاً . فصورة الحصان التي كانت تدل على حصان استعملت للدلالة على مقطع مؤلف من حاء مكسورة، وصورة الغراب التي كانت تدل على غراب استعملت للدلالة على مقطع مؤلف من غين مضمومة مثلا : ولعل كتابة الهمزة عندنا على الألف والواو واليا - فتفتح مع الألف بدون ان تكون 1 هناك فتحة ، وتضم مع الواو بدون ان تكون هناك ضمة ، وتكسر مع الياء بدون أن تكون هناك كسرة - من الأشكال المقطعية.