الأفرنجية اليوم فغيرنا جهتها وكتبناها هكذا ل : .... ومن الخروف ما غيرناه من الوضع العمودي الى الوضع الأفقي مثل الياء فانها تكاد تشبه الياء في اللغة اليونانية القديمة الا انهم كانوا يكتبونها هكذا فقلبناها وكتبناها هكذا هى » واما الافرنج فجعلوها عمودية هكذا « » واما حرف العين فقد كان في اصله دائرة تشبه حاسة البصر ولانزال تكتبه كذلك الا انه اذا وقع طرفاً زدنا له نصف دائرة مستطيلة على شكل نصف دائرة الوجه لتكون قرينة على اننا نقصد به العين التي هي حاسة البصر ، وهو من الحروف التصويرية الواضحة في لغتنا وقد كان هذا التغيير من اعلى لاسفل او من اليسار الى اليمين او من العمودية الى الافقية ، تسهيلا للكتابة لاننا نبتدئ من الجهة اليمنى. كانت حروفنا في اصل وضعها منفصلة فجعلناها مع الايام متصلة الا الالف والواو والدال والذال والراء والزاي فانها لا تزال الى اليوم تكتب منفصله عما بعدها .. وكانت مهملة أي بدون تنقيط فاعجمناها أي نقطناها والهمزة في اعجم للساب أي ازلنا عجمتها وابهامها . فإذا كان التنقيط حادثا في العربية فالحروف التي وضعت في الاصل لم تكن تسعة وعشرين اوثمانية وعشرين ولكنها كانت تسعة عشر اوثمانية عشر شكلا على عدد اشكالها بدون تنقيط.. فكيف تكفى هذه الاشكال القليلة لكتابة اللغة ؟ استخدموا الشكل الواحد لعدة اغراض .
صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/58
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٥٥ —
