صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/64

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٦١ —

العراق اطلعوا على آدابهم وفي جملتها النحو فأعجبهم فنسجوا على منواله يؤيد ذلك أن العرب بدأوا بوضع علم النحو وهم في العراق بين السريان والكلدان . واقسام الكلام في العربية مثلها في السريانية كما قال زيدان. والافرنج نسجوا على منوال اللغتين اللاتينية واليونانية ، واقتبسوا اصطلاحاتها، فهي لا تزال غريبة عن لغاتهم الى اليوم، ولا يفهمها تلميذهم الا اذا ترجمت إلى لغته . بل لايزال في احكام اللغات الافرنجية الحديثة ما لا ينطبق عليها مثل حالات الاسم بين أن يكون مسنداً اليه Nominative أو مضاف اليه possessive او مجروراً Dative او مفعولا به Objective أو منادی Vocative ولا علامات اعرابية لتلك الحالات عندهم الا في الاضافة ولا يتغير في بعض هذه الحالات الا الضمير. ومن العجب أنهم يسمون الحالة الأولى في الانكليزية رفعاً Upright - ما سواها خفضاً Falling حسب اصطلاح العرب بل ان مصيبة الأفرنج اعظم فان الاديب عندهم لا يعول على ادبه الا اذا درس مع لغته اللغتين اللاتينية واليونانية . يتعلم ثلاث لغات ليكون اديباً في واحدة قلنا ان العرب نجوا على منوال السريان وقد مر عليهم بعد وضع علم النحو دوران : في الدور الأول جمعوا بين القوانين والشواهد من كلام العرب . وعلى هذا الأسلوب جرى سيبويه في كتابه كما رأيت . وكان هذا اسلوب اهل الاندلس قال ابن خلدون : « وأهل صناعة العربية بالاندلس و معلموها اقرب الى تحصيل هذه الملكة وتعليمها من سواهم لقيامهم فيها على شواهد العرب وامثالهم والتفقه في الكثير من التراكيب