وهو ينشأ ما بين هذه الملكة والمطبع السليم فيها، وعلى قدر المحفوظ وكثرة الاستعمال تكون جودة المقول المصنوع نظما ونثراً ، ومن حصل على هذه الملكات فقد حصل على لغة مضر . وهو النقد البصير بالبلاغة فيها . وهكذا ينبغي أن يكون تعلمها ، وقال في موضع آخر : تمام مما قررناه في هذا الباب ان حصول ملكة اللسان العربي انما تو بكة الحفظ من كلام العرب حتى يرتسم في خياله المنوال الذي نسجوا عليه تراكيبهم فينج هو عليه وينزل بذلك منزلة من نشأ بينهم وخالط عباراتهم في كلامهم حتى حصلت له الملكة المستقرة في العبارة عن المقاصد على نحو كلامهم 你 هذا رأي ابن خلدون وبذلك تكون الاساليب ثلاثة : الأسلوب الاندلسي والاسلوب المغربي ، والاسلوب الخالدوني ، وغرضنا في هذا المقال الدعوة الى الاسلوب الخالدوني . اذا كان غرضنا اقامة الملكة بعد ان فسدت ، بل احياءها بعد ان فقدت فاحسن الطرق واقربها ان تخاطب المبتدئين باللغة الصحيحة رأساً ، ان تحرص على ان نجعلهم لا يقرأون من الكتب ولا يحفظون من كلام السلف والمولدين الا ما كانت ملكتة صحيحة لا تتنازعها ركاكة او عجمة ، ان تمرنهم كثيراً على الكتابة ، ان نقوم ما انآد من عباراتهم في القراءة والكتابة والكلام قياساً على كلام العرب لا على قوانين اللغة. فنقول : قال الرجل بالضم قياس أعلى قال النبي . وقال الأحنف ، وقال المهلب
صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/67
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٦٤ —
