صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/94

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٩١ —

الكتاب من اصحاب مذهبا من انتهت اليهم الرياسة في صناعة القلم . ما اضطر غيرها الى متابعتها فاختارت هذه الدكتور منصور فهمي وغيرها المازني وغيرها العقاد. وخصصت بعضها صفحة في الاسبوع للادب وأخرى للالعاب الرياضية وأخرى لغير ذلك . فنهضت الصحافة باولئك الزعماء وهؤلاء الكتاب الى مستوى راق تتراجع دونه سوابق الهمم .. كان الكاتب الواحد يتولى بنفسه كتابة الجريدة من اولها الى آخرها ، فيضطر الى السرعة ويرضى بما يحي، لا بما يجب. واذا تولاه الفتور او أخذه الاعياء شغل القسم الأكبر من جريدته بفضول القول ومستهجن البحث . فضار اليوم لاكثر الجرائد كتاب عديدون ، قد لا يصيب الواحد منهم في الاسبوع غير مقالة واحدة يتبسط فيها ماشاء علمه واديه i وكانت الجريدة الواحدة لا تعنى الا بالسياسة على غير علم ولا حنكة فتيرم قراءها ، فأصبحت اليوم معرضاً لشتى الاغراض مما ينفع الناس ويهمهم الاطلاع عليه . كانت اكبر جريدة قبل اليوم ذات اربع صفحات يشغل القسم الاكبر منها الاعلانات . فأصبحت اليوم ذات ثماني صفحات كبيرة لا تشغل الاعلانات منها قسماً كبيراً . واما القراء فقد كانوا قبل اليوم يكتفون من قراءة الجريدة بإصرار النظر ، ولا يقرأون شيئاً الا ادركهم الضجر ، فصاروا اليوم يراقبون وقتها مراقبة المشوق المستهام، ولا يقر أونها الا بتدبر واهتمام . ولو كانت سياستها على غير مذهبهم .. ولعل الناس لا يقرأون اليوم غير الجرائد .. ولا بد ان يقل عدد المتطفلين على الكتابة بعد اليوم . ولا بد ان يرتني ذوق القراء فلا تقرأ جريدة لا يشترك في كتابتها صاحب كفاية ..