صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/97

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٩٤ —

تطور اللغة في الفاظها واساليبها - (۱) أرجو من القارئ الكريم ان يعير هذه المراجعات التي دارت بيني وبين الامير شکیب ارسلان احد اركان النهضة واكبر زعماء الادب في هذا العصر ، حول الذهبين القديم والجديد في الكتابة جانب اهتمامه تتطور اللغة في الفاظها وأساليبها تطوراً مستمراً في تؤدة وخفاء ، فالكل عصر بل لكل اقليم في كل عصر لغته واسلوبه حتى انك لتستطيع أن تعرف القول من اي عصر أو من أي اقليم هو، وان كنت لاتعرف قائله . واذا كنت ممن اولعوا بالأدب العربي فلابد ان تكون قد رأيت آثار هذا التطور في كل عصر وكل اقليم . وقد كان هذا التطور في العصور العريقة في القدم ، ايام كانت الأمة الواحدة تنقسم الى قبائل متعادية، تعيش في اقاليم مختلفة في الخصب والجدب ، والاعتدال والانحراف ، والشدة والرخاء وما الى ذلك من اختلاف المجاورات والحالات الروحية والعقلية والاجتماعية والسياسية، سبباً لتفرع اللغات بعضها من بعض . تنقسم به اللغة الى لهجات، ثم تستقل كل لهجة لغة بنفسها . كما ترى آثار هذا الاختلاف العهدنا هذا في اللغتين نشرت في جريدة السياسة في العدد ٢٨٣ بتاريخ ٢٦ سبتمبر سنة ١٩٢٣