صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/109

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
معاوية بن أبي سفيان

فلم يكن من المفحمين، ۲۰ ولا من ذوي السجية في القول، وقد شمع غير مرة يقول ما معناه: إنما شيبني حذر الخطأ في الجواب. وندر بين معاصريه من النابهين من لم تنسب إليه أبيات من الشعر تصح أو لا تصح في النقل والرواية. وقد نسب إلى الحسن بن علي - رضي الله عنه - أنه عيره أبياتا كتب بها إلى أبيه يحذره من الإسلام، وهي يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا خالي، وعمي، وعم الأم ثالثهم لا تركنن إلى أمر تكلفنا فالموت أهون من قول العداة لقد بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا وحنظل الخير قد أهدى لنا الأرقا والراقصات به في أمرنا الخرقا ۲۱ حاد ابن حرب عن العزى إذا فرقا ۲۲ أما دونه، وهي والحسن أحق أن يتحرى ما يحفظه وما ينسبه، وما كان معاوية على مبعدة من أبيه فيكتب إليه، ولا كان من دأب معاوية أن ينصح أباه، وقد عاش إلى آخر أيامه يشاوره ولا بعد أبيات ليست من نفس الشعر في صدر الإسلام، ولكنها تشبه المقطوعات التي فاضت بها الكتب الموضوعة في حرب صفين، وتكاد تلقي في روع القارئ أنهم في ذلك العهد لم يفوهوا بسطر من النثر إلا ومعه سطر منظوم ومن قبيل هذه الأبيات أبياته التي قيل: إنه بعث بها إلى ابن الزبير مع رسالة يدعوه فيها إلى مبايعة يزيد بولاية العهد، وهي رأيت كرام الناس إن كلف عنهمو ولا سيما إن كان عفوا بقدرة ولست بذي لؤم فتعذر بالذي ولكن غشا لست تعرف غيره بحلم رأوا فضلا لمن قد تحلما فذلك أحرى أن يجل ويعظما أتاه من الأخلاق ما كان الأما وقد غش قبل اليوم إبليس آدما ۲۰ المفحمين: أفحم الرجل خصمه: أسكته بالحجة. ۲۱ الخرق: بفتح الخاء والراء: الدهش من الفزع والحياء والتحير ۲۲ فرق: خافه

۱۰۸

108