صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/30

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تمهيدات الحوادث


الدائمة بالحجاز يسألون الخليفة المدد، فيأمر من يشاء من الولاة أن يمدوهم به، ومنهم معاوية في الشام.

وهذه الفترة في تاريخ الدولة الإسلامية هي التي جعلت لها تلك المهابة التي أيأست بيزنطة من جدوى الهجوم عليها، وصرفتها إلى غير هذه الوجهة من حدودها، مع إدبار القوة وانقسام الأولياء والأعوان، وضياع الثقة بالنصر، بل باستحقاق النصر من الله.

 

وبعد …

فالمحصل من هذه الحوادث والتمهيدات أن المؤرخ الأمين مسئول أن يحضرها جميعًا في حسابه، وإلا كان كلامه عن «قدرة» معاوية كلامًا جزافًا1 لا يؤخذ به في تمييز أقدار الرجال وخصائص الطباع، ولا يفيدنا شيئًا في التعريف بالوسائل التي مهد بها معاوية لنجاحه، والوسائل التي تمهدت له قبل مولده، وقبل الإسلام.

وتتلخص قدرة معاوية في خلائق مشهورة مترادفة، أشهرها: الدهاء والحلم وعلو الهمة أو الطموح.

وهذه الخلائق هي موضوع البحث فيما يلي من الفصول قبل الكلام على نشأته، وعمله وموجز تاريخه وصفوة الرأي فيه.

  1. جزافًا: الجزاف بالضم، والقياس بالكسر: بيعك الشيء أو اشتراؤك إياه بلا وزن ولا كيل.
29