صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/37

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
معاوية بن أبي سفيان

قال عمرو لمعاوية: «أترى أننا خالفنا عليا لفضل ما عليه؟ ... لا والله إن هي إلا الدنيا تتكالب عليها، وأيم الله لتقطعن في قطعة من دنياك وإلا نابذتك،»؟ وعلى هذه الخطة «المكشوفة» بدأت المعاملة بين الرجلين، وكان حظ عمرو فيها أكبر من حظ معاوية، بالقياس إلى ما بذل فيه. ۲ أما المغيرة بن شعبة فقد كان يبيع سمگا في البحر، ويشتري به سمگا مطبوا شهيا على المائدة. عزلة الفاروق عن ولاية الكوفة، لأن قوما شهدوا عليه أنهم وجدوه على ريبة مع امرأة غير أمرأته، وقال هو: إنها أمرأته، وإن الأمر التبس على الناظرين لشبه بين المرأتين، ولم تثبت التهمة عليه ثبوا يوجب امة الحد، ولم تسقط عنه سقوطا يزيل الشبهة، فعزله الفاروق وأبقاه زما بغير عمل كأنه يؤدبه ويستتيبه، ثم بدا له أن يعيده إلى ولايته، فدعاه إليه وشدد عليه ليجتنبن الشبهات حتى الظنة، وولاه الكوفة مرة أخرى، فلما قام عثمان بالخلافة عزله، فاعتزل السياسة حتى قتل عثمان، وبويع علي بالخلافة في المدينة، فذهب إليه يمهد في العهد الجديد للزلفي عند الإمام، وعند صاحب الأمر بالشام - معاوية - في وقت واحد، وأشار على الإمام بإقرار معاوية في ولايته، ليدين له بالولاء ثم يعزله متی شاء، فلما أبي الإمام أن يقره عاد إليه في اليوم التالي، فقال: «إني أشرت عليك أول مرة بالذي أشرت وخالفتني فيه، ثم علمت أن الصواب فيما رأيت، فاعزلهم – أي: ولاة عثمان واستعن بمن تثق به، فإنهم أهون شوكة مما كان» وعاد المغيرة إلى عزلته يترقب، ثم قصد إلى معاوية بعد رجحان كفته في أمر الحكمين غير مجازف بشيء بعد استقرار أمر الشام - على الأقل – لمعاوية وحزبه، فولاه معاوية إمرة الحج بعد انفراده بالدولة، وكان المغيرة ينظر إلى ولايته الأولى على الكوفة كما نظر ابن العاص إلى ولايته الأولى على مصر، فلما أراد معاوية أن يعهد بهذه الولاية إلى عبد الله بن عمرو بن العاص ذهب إليه يبذل النصيحة الذي يأخذ منها أكثر مما يهب، وقال له: أتستعمل عبد الله على الكوفة وأباه على مصر؟ ... إنك بين نابي الأسد! فاستمع له معاوية وعزل عبد الله وولاه في مكانه، وسمع عمرو بخبر هذه المكيدة فردها بمثلها، ولم يطلب ۲ نابذتك: نابذ الرجل صاحبه: خالفه وفارقه، والعدو الحرب: أعلمه بعزمه على القتال وكاشفه به.

" الزلفي القرية، وإلدرجة والمنزلة.

36