صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/43

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
معاوية بن أبي سفيان

بين خصومه بإلقاء الشبهات بينهم، وإثارة الإحن فيهم، ومنهم من كانوا من أهل بيته وذوي قرباه. كان لا يطيق أن يرى رجلين ذوي خطر على وفاق، وكان التنافس «القطري» بين ذوي الأخطار مما يعينه على الإيقاع بينهم، كما كان يحدث بين المغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص بغیر تدبير منه، أو بتدبير هين لا تخفى خبيئته على الرجلين، فكان لكل منهما في الآخر، ويطيع كليهما في دسه وإغرائه؛ ليعلما بعد ذلك بما صنعه كل منهما من الكيد لصاحبه، فلا يتفقا عليه، وما هما بمتفقين، ولا مأرب لهما في الاتفاق، بل المأرب الذي يحرصان عليه معا أن يقوم بينهما حجاز يعطيهما ما يسألان، ويكيد بكيدهما كما يحبان ودأبه في الوقيعة بين أهل بيته كدأبه في الوقيعة بين النظراء من أعوانه، فلم يكن يطيق أن يتفق بنو أمية من غير بيت أبي سفيان، ولم يكن ليهدأ ويستريح أو يوقع بين آل عمومته من بني العاص قال ابن الأثير في أخبار سنة أربع وخمسين: «وفيها عزل معاوية سعيد بن العاص عن المدينة، واستعمل مروان، وكان سبب ذلك أن معاوية كتب إلى سعيد بن العاص أن يهدم دار مروان، ويقبض أمواله كلها ليجعلها صافية، ويقبض منه فدك - وكان وهبها له فراجعه سعيد بن العاص في ذلك، فأعاد معاوية الكتاب بذلك، فلم يفعل سعيد، ووضع الكتابين عنده، فعزله معاوية وولى مروان، وكتب إليه يأمره بقبض أموال سعيد بن العاص وهدم داره، فأخذ الفعلة وسار إلى دار سعید ليهدمها، فقال له سعيد: يا أبا عبد الملك، أتهدم داري؟ قال: نعم، كتب إلي أمير المؤمنين، ولو كتب إليك في هدم داري لفعلت ... فقال: ما كنت لأفعل، قال: بلى والله ...! قال: كلا وقال لغلامه: ائتني بكتاب معاوية، فجاءه بالكتابين، فلما رآهما مروان قال: كتب إليك فلم تفعل ولم تعلمني؟ ... قال سعيد: ما كنت من عليك، وإنما أراد معاوية أن يحرض بيننا، فقال مروان: أنت والله خير مني، وعاد ولم يهدم دار سعيد، وكتب سعيد إلى معاوية: العجب مما صنع أمير المؤمنين بنا في قرابتنا أن يضعن بعضنا على بعض فوالله لو لم تكن أولاد أب واحد لما جمعنا الله عليه من نصرة أمير المؤمنين الخليفة المظلوم واجتماع كلمتنا؛ لكان حقا على أمير المؤمنين أن ير ذلك ... فكتب إليه معاوية يعتذر ويتنصل، وأنه عائد إلى أحسن ما يعهده، وقدم سعيد على معاوية فأثنى عليه خيرا پرگی Y.

۲۰ يتنصل: تنصل إلى فلان من الذنب: خرج وتبرأ

42