وقيل: إن معاوية أطلع أبنه يزيد على كتاب ابن الزبير، وسأله: ما ترى؟ فقال له يزيد: لتنفذن إليه جيشا أوله عنده وآخره عندك يأتوك برأسه. فقال: بل عندي يا بني خير من ذلك، وكتب إلى ابن الزبير: وقفت على كتابك يا أبن حواري رسول الله ، وساءتي والله ما ساءك، والدنيا هينة عندي في جنب رضاك، وقد كتبت على نفسي رقيما بالأرض والعبيد وأشهدت على ما فيه، ولتضف الأرض إلى أرضك والعبيد إلى عبيدك، والسلام فجاءه الجواب من ابن الزبير يقول فيه: «وقفت على كتاب أمير المؤمنين أطال الله علم الرأي الذي أحله من قريش هذا المحل والسلام وأطلع معاوية ابنه على الكتاب الثاني كما أطلعه على الكتاب الأول فأسفر؟ وجهه، وأبوه يقول: إذا رميت بهذا الداء فداوه بهذا الدواء. ومن الإساءات ما لا خطر له؛ لأنه من غير ذي شأن كشأن ابن الزبير، ولكنه يغضب الحرمات كتشبيب عبد بن حسان برملة بنت معاوية إذ قال: بقاءه، فلا العربي؛ لأنه يمن هل تذكرين يوم رمل غزال إذ تقولين: عمرك الله هل شي إذ قطعنا مسيرنا بالتمني ، وإن جل، سوف يسليك عني؟ فغضب يزيد وأغرى كعب بن جعيل بهجاء الأنصار فأبى، ودله على الأخطل فنظم قصيدته التي يقول منها: ذهبت قريش بالمكارم كلها واللؤم تحت عمائم الأنصار أحد أنصار النبي حواري: رقيما: كتابا، ورقم الكتاب: كتبه. ۲۶ أسفر: أسفر وجه فلان حسنا: أشرق.
صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/65
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
معاوية بن أبي سفيان
64