صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/80

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
خليقة أموية

يأخذوا بحقه من أنفسهم ومن غيرهم، وعمدوا إلى ماء من زمزم، فجعلوه في جفنة وبعثوا به إلى البيت فغسلت به أركانه وشربوه، ولم يدخل في هذا الحلف أحد من أمية وبني عبد شمس، بل كان الرجل منهم يود أن يدخله فيخشى أن يحسب خارجا على قومه، وقال أحدهم (عتبة بن ربيعة): لو أن رجلا وحده خرج على قومه لخرجت من عبد شمس حتى أدخل حلف الفضول. - كان وهذه الخلائق الأموية وضحت في الجاهلية وصدر الإسلام وضوحا لا لبس فيه قبل أن تلتبس الأنساب، ويكثر الزواج من غير العشيرة، والبناء بالجواري من الروم والفرس والترك والبربر، ولكنها ظلت أموية حيث تغلب الأموية في الدم والنشأة والقدوة والجوار، فعمر بن عبد العزيز أشبه الملوك في دولة بني أمية بالخلفاء الراشدين كما جاء في أسانيد ابن الجوزي: «رأيته في المدينة وهو أحسن الناس لباشا، ومن أطيب الناس ريگا، ومن أخيله الناس في مشيته، ثم رأيته بعد ذلك يمشي مشية الرهبان » واتفق الرواة، كابن عبد الحكم والأصفهاني وابن الجوزي في أطراف من أسانيده، أنه كان يتطيب في شبابه، فينتظر الناس ثيابه عند الغسال ليغسل لهم في موضعها، وأنه كان يرجل شعره ويتبختر في مشيته حتى عرفت له مشية عمرية يحكيها الفتيان والفتيات، وكان يتختم بالجواهر ويلبس الإزار بمائة دينار، ولا يرى مرتين في كساء واحد، وربما تأخر في صباه عن موعد الصلاة لاشتغاله بترجيل شعره، وسأله مؤدبه صالح بن كيسان مرة عن تأخره وهو ينتظره لإقامة الصلاة، فاعتذر له بإبطاء مرجلته - أي: الجارية التي تعنى بترجيل شعره - . فغضب المؤدب الصارم، ولامه أن يغفل عن صلاته ليعني بتسكين شعره. وما برح الخليفة الصالح في نصب من أمر عاداته هذه حتى أقلع عنها بعد جهد، وآب من ترف المسرفين إلى نسك المتزمتين، وقيل: إنه ترف من بني أمية ونسك من الفاروق؛ ينتمي من ناحية أمه إليه وعلى هذا الجهد بقيت معه تلك المشية تعاوده، ولا يأمن أن يسهو عن نفسه فيثوب إليها في طريقه، فجعل له قريئا يلازمه ويصفقه أن يثوب إليها موعد .. بیله Lok هم جفنة: القصعة. ، أخيل: أكثرهم عجبا وكبرا ترجیل: رجل الشعر: سرحه. 1

79

79