صفحة:وثيقة الدزدار وقضية البراق.pdf/8

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨
 

أكثر من ٣٠ درجة إلى فوق حالة كون سطور القسم الأكبر من الأوراق المصرية الإدارية تكاد تكون أفقية في وضعيتها. ولذا فإننا نرى في استقامة السطور بالوثيقة الدزدارية دليلاً على أصليتها أيضاً.

ولعل الخوف من التحشية هو الذي دفع محمد شريف باشا وغيره من الحكام في ذلك العصر إلى بصم ختومهم في أول فراغ يقع بعد انتهاء الرسالة. فإنك لو نظرت إلى الوثيقة التي نحن بصددها لرأيت ختم محمد باشا ملاصقاً تماماً للكلمة «معلومكم». وهو يغطي الفراغ بين السطر الأخير والذي قبله. وهذا ولا بد لنا من التصريح الآن أن هذا الكلام لا ينطبق على الفرمانات الخديوية والبيواردات السرعسكرية وغيرها من المراسيم العمومية المهمة فإن محمد علي باشا وإبراهيم باشا وغيرها من باشاوات ذلك العصر في سورية كانوا جميعهم يتوجون «خطاباتهم العمومية» بختومهم الكبيرة كما في الشكل الرابع فلا يستعملون الصغير منها أبداً وكان بعضهم يستعمل الطغراء الخصوصية في آخر الرسائل المهمة فيقع الختم الصغير بعيداً عن آخر النص - انظر شكل ٥ وقبل الفراغ من موضوع الختوم لا بد لنا من القول أن ختم محمد شريف باشا في وثيقة الدزدار مطابق لما نعرفه من ختومه في سائر الوثائق الرسمية من حيث الخط والحجم والصنع والتزويق والتاريخ أيضاً (راجع ش ١) وحجم ختمه في هذه الوثيقة يوافق حجم ختوم غيره من باشاوات ذلك العصر - حوالي الـ ١٣ ميليمتراً.

هذا ولم نرَ في أسلوب هذه الوثيقة وطريقة كتابتها ما يجعلنا نشك في صحة أصليتها، كان عبد الله باشا وغيره من باشاوات سورية قبل دخول المصريين يعنونون مراسيمهم الإدارية «الخصوصية»1 هكذا: «افتخار الأماجد والأعيان متسلمنا


  1. اصطلاح فني كان يقصد به المراسيم الإدارية التي كانت تصدر من ديوان الباشا إلى المتسلم فقط أو إلى القاضي وحدهُ أو المفتي وغيرهم من رجال الإدارة في ذلك العصر. وضده المرسوم أو الخطاب العمومي كما في رقم ١ و٢ من المجلد الأول من مجموعة الدكتور رستم وكما في الشكل الرابع والخامس من هذه الرسالة