صفحة:(Fransīs) Fatḥ Allāh Marrāsh – Kitāb Ghābat al-Ḥaqq & Mashhad al-Aḥwāl (Cairo, 1881) – Volume 2 (Mashhad al-Aḥwāl).pdf/16

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢
حال الشيخوخة

ان حياتناهى بخار يتصاعد قليلاثم يضمحل نعم كل يضمحل كالضباب حتى الجمال تمر مر السحاب فلادوام للوجود ولكنها العدم محال ولاطمع في الخلود فكل مركب للنحلال فلا يزال الانسان سائرا في طريق عمره سير المسافر في القفار إلى أن يبلغ رابع الادوار وهو دوراالدثار هذا اذا أمكنه الخلاص من أصوص الحوادث والمناص من الأسد الكوارث ونهبة الاعراض وقتلة الأمراض فيليت هناك منهوكامن تعب المسير ومضض التأثير اذ يعود منحنياتحت أحمـال الحياة وأثقالها ومرضوضا من صدمات الدنيا وأهوالهافتصمت ضوضاء حواسه وهواجسه ويخرس رنين أنفاسه ووساوسه فيكف بصره وتجف فكره ويقل ذوقه ويكثر شوقه ويبخل حتى بالفلس ويزيد حرصه على النفس ويجود بالقلس فاذا التفت الى ورائه ورأى الدنيا التي قطعها والطريق التي تتبعها ظهرت له الاشياء أشباح أحلام ومراسح أوهام وكلهاتجرى نظيره الى الزوال كالطيف والخيال فيضحك على الجميع ضحك الطفل الرضيع اما اذا التفت إلى الأمام و طمع ببقية الايام حن الى الوجود وهام بحب الخلود ولا يزال الماضي بدفعه والحاضر يردعه والمستقبل يطمعه حتى تختطف يمامة نفسه بازات المنية وتسلبه كل بغية وأمنية فيهبط هبوط البنيان و يغور في قبر النسيان حيثا تسترجع الكليات جزئياتها وتسترد المجموعات مفرداتها

حال العيلة

ولما أشعر الانسان برسوم وجوده وأدراك لزوم حدوده أنف الشتات والانفراد وطلب الزواج والعقاد لينفصل عن هيئة الجهل ويتصل الى آداب العقل وفاقالامكان نفسه وخلافالعجز سائر جنسه فعاهد زوجته على حفظ السعد وحالفها على دوام الود وعلى قيودهـذه

الشريعة