صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/10

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
8
الحرية


، واما النظر الى الناس م فاما النقد التاريخي من حيث هو نقد تاريخي ، و من حيث هم ناس ، ووصفهم بما يمكن أن يوصف به الناس ، وتحليل اخلاقهم وعاداتهم كما تحلل اخلاق الناس وعاداتهم؛ والملاءمة بين هذه الاخلاق والعادات وما اكتنفها من الظروف والاحوال ؛ فذلك شيء قلما يفكرفيه هؤلاء العلماء او يلتفتون اليه . ولست أغض من هؤلاء العلماء وانما اجلهم واكرمهم . وحسبك ان إمامهم في هذا المذهب هو ابن خلدون . ولعلك تعلم أني أجل ابن خلدون واكبره . ولكني اخالفهم في الرأي ، وارى ان مذهبهم في التاريخ غير مستقيم ، وانه خليق ان يتغير ، وانه سيتغير بدون شك . بل انا ارى أكثر من هذا : ارى ان هذا المذهب ، مذهب تقديس السلف وتنزيهه عن الصغائر . مذهب اسباغ الدين على التاريخ ؛ طور من اطوار التاريخ لابد من ان يمر به . بلطور من أطوار الحياة العقلية والسياسية للناس لابد من ان يمروا به. وقد خضعت لهذا الطور امم اخرى غير العرب . فكتب مؤرخوها ورأوا في الآباء والأجداد مايرى في قدماء العرب . » « ذلك ان هذه الامم اذا اضطرتها صروف الحياة الى ان تنزل عن مجدها وتنحط عن مكانتها العالية فتخضع لخطوب الدهر حيناً وتنام عن العزة والسلطان ثم استفاقت من هذا النوم وتنبهت بعد الغفلة وطمحت الى ان نسترد المجد القديم وتستأنف سيرها في سبيل العلياء فاول شعور نجده في نفسها انها هو الشعور بهذا المجد القديم والحاجة الى اجلال اصحابه راكبارهم واتخاذهم مثلا عليا . فانت لا تنظر الى هؤلاء الناس نظراً علمياً مجرداً بريئاً . وانما تنظر اليهم نظراً منهما ملؤه الاعجاب والا كبار لانك تتأثرهم وتحتذي على مثالهم . واذن فرأيك فيهم غير صحيح وحكمك لهم او عليهم منهم . وكيف تستطيع ان تجمع بين الاعجاب الذي لا حد له وبين النقد العلمي الذي لا 2 1 21 3 ! 1 ا