صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/16

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
14
الحرية


ان هذا المؤلف صورة تلك الحقيقة الرائعة ازفها الى من تدبر واستبصر ثم القى السمع وهو شهيد . وقد سميته « الجراثيم الثلاث » ليوافق مسماه ويطابق معناه , ورتبته على مقدمة وثلاثة ابواب الاول في الامراء والثاني في العلماء والثالث في النساء ولكل باب فصول وليس ثمة ان شاء الله من فضول . اسئل الله ان ينجينا من سم تلك الجراثيم و يصب سوط عذابه على كل خوان اثيم انه لا مسئوول غيره ولا مأمول الاخيره . تنبیه لكاني بالقاري. وقد اجفل كما اجنات لاول وهلة ، يقول : اذا كان الامراء والعلماء علة العلل في موت الامم فعند من ترجي الحياة ? يقول: ان مظاهر التكوين بين مادة ومعنى، وزعيم اولهما الامراء ولباب الثاني العلماء ؛ فاي صلاح نرجو في الكون اذا ادعينا ان هذين الصنفين علة فساده ? يقول : الم ينطق كتاب الله تعالى بوجوب اطاعة اولى الامر علينا معاشر المسلمين وماهم الا الامراء والعلماء على اختلاف بين المفسرين يؤول الى وفاق ، فكيف قول لمن وجبت علينا طاعتهم شرعاً انهم علة العمل في موت الملة وفساد حال الامة ? يقول ألم تتفق آراء ذوي البصائر على صحة قول الشاعر : ه لا يصلح الناس فوضى لاسراة لهم ولا سراة اذا جهالهم سادوا » فجعلوا مناط صلاح الورى عقلا الامرة والعلم فكيف يسوغ لنا ان نعد الدواء رأس الادواء ونخبط في شأن الأمراء والعلماء خبط عشواء ? سبحانك مالنا ان نقول مثل هذا ان هذا الا انك مبين

فتقول: مهلا ايها القاري، الكريم ولا تعجل بالامر قبل ان يقضي اليك بیانه و يسطع لك برهانه. لقد اخذ مني الوهم على نحو ما اخذ منك ؛ ولكاني بك وقد حطمت هذا القيد كما حطمته اذا نظرت الى الحقيقة من حيث سطع لي نورها .