صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/31

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۲۹
القديم والجديد في الادب

كتب تاغوري الى الانجليزية فقال عليها « جائزة نوبل » ولو ترجمت كتب شوقي إلى الإنجليزية لنالتنا منها الفضيحة.

أما الفئة الأخرى فهي مجددة راجية في المستقبل ، لا تزدري بالعرب ولكنها لا تعبدهم وقد احتكت بالادب الغربي فرأت فيه من الطرائق والأساليب ماليس في فنون الادب العربي فاصطنعت ما قدرت عليه. وهي سائرة في اصطناع القصة والدرامة وفنون النحت والتصوير. وهي في كل ذلك لا تهمل النظريات العلمية الحديثة لأن الأدب الآن قد اشتبك بالعلم حتى لم يعد الانسان يجد فاصلا بينهما. ولا شك في أن تقدم العالم العربي الآن يتوقف على انتصار هذه الفئة التي تنظر الى المستقبل في حين ان تلك الفئة الأخرى تنظر الى الماضي وتؤله العرب تأليها وتجعل مساوءهم حسنات وبهذه المناسبة انقل عبارة عن تاغوري شاعر الهند لأنها تنطبق على حالنا الآن في النزاع بين القديم والجديد. قال :

« إن مصباح اوربة مشتمل الآن علينا ان نقتبس منه ونشعل مشاعلنا من ذبالته ونبدأ سيرنا من جديد في طريق الحياة. وليس جدير بنا ان نعتقد ان أسلافنا منذ ثلاثة آلاف عام قدعرفوا كل ما يمكن معرفته عن هذا الكون. فحظنا لم يبلغ هذا المقدار من السوء والكون لم يبلغ هذه الدرجة من الفقر. إذ لو كان صحيحاً إن ما يمكن عمله الآن قد عمل في الماضي الكان بقاؤنا على الارض واطراد الحياة عليها من الاعباء الثقيلة التي لا يمكن حدونها. إذ كيف يستطيع أولئك الذين يرون ان اسلافهم قد بلغوا الكمال والذين جل ان يتحصنوا في حصن الايمان او العادات العتيقة — كيف يستطيعون ان يعيشوا وليس لهم واجب حاضر ولا أمل مستقبل »