صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol. 6-7, 15-12-1924.pdf/5

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢٦٦
الحرية

وطلاها طلاءً خفيفاً عند الآخرين.

قلنا ان العقول السورية اللبنانية ذات الخميرة قد نضجت في اميركة فتكون من هذه العقول الفكرة العربية الجديدة، ذات الغلاف الرقيق، وتألف من اصحاب هذه الفكرة جماعة الادباء المجددين، المتمردين، الثائرين على القديم،الحانقين على الحياة العتيقة ومافيها من ظلم وظلام. ويمكننا ان نحصي من هذه الجماعة المرحوم فرح أنطون وسليم سركيس ونقولا حداد وأمين الغريب وأمين الريحاني وجبران خليل جبران وايليا أبو ماضي وميخائيل نعيمة ورشيد سليم الخوري وأسد رستم وعفيفة كرم.

ثم عاد بعضهم الى مصر والشام نظير فرح وسركيس والحداد والغريب وظل الريحاني يتردد بين الشرق والغرب.

وتمتاز شخصيات هؤلاء الادباء الذين يعدون في طليعة ادباء المهاجر الأميركية عن بعضها.

فقد عرف أمين الغريب، بالمباحث المبتكرة التي يجمع فيها فوائد و د معلومات » لا تجدها في كتابات غيره لذلك قالوا عنه : « صاحب و الحارس » اقدر صحافي على ارضاء مشتركيه. » واشتهر الريحاني، بنظراته الاجتماعية والفلسفية في الحياة ومبادئه الحرة ومناوءته للجماعة المتحكمة في نفوس الناس، كما ابتدع طريقة «الشعر المنثور » ذات الأسلوب الخاص، فأخذت تزاحم طريقة «الشعر المنظوم »

اما جبران خليل جبران، فقد علم القراء من امره كاتباً خيالياً قديراً،هو اوسع خيالا من أي كاتب عربي آخر، يتمرد على القديم البالي ويبذر بذور الشك في حقل الحياة، و ينظر الى الاشياء فيراها تبطن على عكس ما تعلن، فيحلق و يتألم، وقد نجح في تأليف جملة روايات،صورت الحياة القومية اللبنانية صورة جلية، ثم حاول النظم اخيراً فاتى بالمعاني الجليلة في الاغلفة الحقيرة.