صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/216

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-٢١٥-

۹ - وصل محمد علي باشا بمراكبه إلى نقطة في البحر تقابل مدينة غزة (١) في اليوم الرابع . وكان وصوله في ١٩ من صفر سنة ١٢٥٠ ه . فطويت الشراع ، والقيت المراسي في القاع. وكان معه خمسة عشر ألفاً من الجند . ولما كانت البلدة بعيدة عن الساحل أرسل حسني افندي ليحضر كلا من علي بك وأحمد آغا ويعقوب بك فحضروا وأجروا رسوم العبودية ورجعوا . ثم ان المركب الخديوي أزمع انصرافا نحو يافا .

۱۰ - وفي يافا خرجوا إلى البر . وقام محمد علي باشا بحملته التأديبية في جبل نابلس ، وجبل الخليل، وجبل القدس، وبلاد صفد، وفي الأنحاء الأخرى حيث كانت نيران الثورة مشتعلة . فأطلق سراح المسجونين من أبي غوش، وأنعم على جميع افراد هذه الاسرة؛ ونفى عدداً من وجوه القدس كالشيخ محمد علي الحسيني والشيخ عبدالله البديري إلى وادي النيل . وقد أدان حاكم يافا ، فقضى بشنقه. وسجن بعض زعماء المواضي والفاهوم وغيرهم . وقصارى القول ان كل من كان في ما مضى من اتباع عبدالله باشا طورد من قبله مطاردة لا هوادة فيها ولا رحمة .

وفي الخليل ايضاً كان النصر حليف ابراهيم باشا وجنده . وكذلك كان الحال في زيتا ودير الغصون من أعمال جبل نابلس ، وفي صانور (۳) وجنين ، والناصرة، والقدس ، وفي كل مكان . وبعد أن تغلب على الخليل (۳) ام غزة . وعلى قول انه سافر إلى الكرك . وقد أمر أحمد بك منكلي بالسفر إلى غزة ليسيطر بخيله على العربان ، ويسترد فيها مكانته الأولى .

۱۱ - ظل النضال قائماً بين الثوار الفلسطينيين والجنود المصريين حتى تم لمحمد علي باشا ما أراد : فأسس التجنيد الاجباري في البلاد، ونزع السلاح من الاهلين. وما أن تم له ذلك حتى رجع إلى مصر ، وسافر ابنه إبراهيم باشا إلى دمشق . وقد جرى في دمشق ما جرى مما لا يدخل في نطاق بحثنا هذا إلى أن اعتزم الانسحاب.

(۱) حروب ابراهيم باشا فى سوريا والاناضول .

(۲) انها حصن آل جرار الحمين . دخله ابراهيم باشا ظافراً. وكان آل عبد الهادى حلقاءه في ذلك الحين.

(٣)جرت معركة دموية في شوارع الخليل كانت خسائر المصريين فيها جسيمة .