-۳۳۲-
الحالية ، تلك الكنيسة التي بنيت عام ١٨٥٦م في زمن كيريللوس الثاني (١٨٤٥-١٨٧٢) وعلى نفقة اخوية القبر المقدس . وأما الجامع فانه ، على قول ميلاتيوس هذا ، قد يكون احد الكنائس التي بناها مارقيانوس ، إذ أن اعمدة هذه الكنيسة كانت في كنيس لليهود . وقد يكون هذا هو كنيس قيسارية بدليل انه منقوش على احد هذه الاعمدة الشمعدان ذو السبعة فروع الآتي ذكره، وليست لهذه الاعمدة أية صلة بالاعمدة التي ارسلت من القسطنطينية لبناء كنيسة الدوكسية . واما الاستاذ ( كليرمان غانو ) فانه يقول ان الجامع الكبير كان في الأصل كنيسة صليبية اضاف اليها المسلمون إضافات كثيرة حتى غيروا كثيراً من شكلها الأصلي . وان الصليبيين عندما بنوها استعملوا في بنائها كثيراً من الحجارة ومواد البناء والاعمدة الرخامية القديمة إلى ان قال : د بعد أن احتل الصليبيون غزة وأعادوا بناءها عام ١١٤٩ هاجمها صلاح الدين عام ١١٧٠ ثم استرجعها منهم نهائياً بعد موقعة حطين عام ۱۱۸۷ ويظهر ان البناء بني بين ۱۱٤٩ و ۱۱۷۰ وان الذين بنوه هم في الغالب فرسان الهيكل الذين عهد اليهم بلدوين الثالث بحراسة غزة . . وقد نقش على احد الاعمدة العلوية القائمة في وسط المسجد، صورة شمعدان ذي سبعة اكواع يحيط به تاج كأنه مصنوع من الغصون وأوراق الشجر ، وفوق التاج صورة جوهرة بحجم البيضة ، وتحته بلاطة منقوش عليها ثلاثة سطور : السطر الأول منها مكتوب باللغة العبرية والسطران الآخران باللغة اليونانية. وبجانب الشمعدان من اليمين بوق وعلى يساره سكين . اما الكلمات العبرية فهي חנניה בן יעקב ( اي حنانيا بن يعقوب ) . والكلمات اليونانية يعتقد انها كتبت بالاحرف اليونانية التي كانت تستعمل في القرن الثاني او الثالث بعد الميلاد ، ومعناها : « الى انانياس این باکو ( ب ) .. ويقول الاستاذ ( كليرمان غانو ) الذي زار غزة عام ۱۸۷۰ م ان العمود الذي نقشت عليه هذه الصورة اما ان يكون قد نقل من كنيس كان لليهود في قيسارية أو من رواق كان مشيداً في احد الأبنية اليهودية بغزة او انه احد الاعمدة الثلاثين التي ارسلتها الامبراطورة افدوكسية لبناء الكنيسه في اوائل القرن الخامس للميلاد.