الجبار (أي حوالي القرن الحادي عشر قبل المسيح) ، إلى عهد المكابيين ( أي حوالي القرن الثاني قبل المسيح )
وهنا لا بد لنا من الإشارة إلى قصة شمشون هذا الذي كان يكره الفلسطينيين بوجه عام ، وغزة بوجه خاص . تلك القصة التي ذكرناها بحذافيرها في مكان آخر من هذا الكتاب منقولة عن سفر القضاة ، والتي تتلخص في أن شمشون المشهور،ذهب إلى غزة ، ورأى امرأة زانية ، فدخل إليها ، فقيل للغزيين: قد أتى شمشون إلى هنا. فأحاطوا به ، وكنوا له الليل كله عند باب المدينة ، فهدأ الليل كله قائلين عند ضوء الصباح نقتله . فاضطجع شمشون إلى نصف الليل ، ثم قام في نصف الليل وأخذ مصراعي باب المدينة والقائمتين وقلعهما مع العارضة ووضعهما على كشفه وصعد بهما إلى رأس الجبل (١) الذي مقابل حبرون .
وقد تمكن الفلسطينيون بعدئذ من أسره بمساعدة ( دليلة ) الغزية ، إلا أنهقتل نفسه وقتل معه عدداً كبيراً من اعدائه الفلسطينيين تحت انقاض الهيكل. وكان يعرف انه بعمله سيقتل ، لكنه رضي بهلاكه ما دام في ذلك هلاك لأعدائه ايضاً . وراحت كلمته المشهورة يومئذ ( بي وبأعدائي يا رب ! ) مضرب الأمثال !...
٩- ظل اليهود في تشاحن وانقسام ، وظلوا نهباً مقسماً بين الملوك المجاورين لهم من الشمال والجنوب، إلى أن تغلب ( سرجون ) الثاني الآشوري عليهم سنة ٧٢٢ق.م.وسبى اسباطهم . ثم تمكن ( بخت نصر ) الكلداني من اخضاعهم ؛ ففتح القدس ،وخربها . ثم أمر بسي اليهود إلى بابل . وكان ذلك حوالي عام ٥٨٦ ق . م . وبذلك زال استقلالهم ، وزالت دولتهم .
۱۰ - وظلوا على هذه الحال ، من فقدان الحرية والاستقلال ، اثناء الفتحاليوناني أيضاً . لا ، بل قد ازداد يومئذ الاضطهاد الموجه إليهم. ولما بلغ السيل الزبى،وحاول السلوقيون إرغامهم على ترك دينهم ، والتدين بالديانة اليونانية على عهد انطوكيو.الرابع ( ١٧٤ ١٦٤ ق . م ) ثارت العائلة المكابية . وقامت ، لا لتدافع عن
الديانة اليهودية فحسب ، بل ولتسترد استقلال الشعب اليهودي . ذلك الاستقلال الذي فقدوه منذ السبى.
(1) معتقد انه (كل مطار) .