صفحة:Glosses of al-Hifnī on the Yāsamīnīyya WDL3222.pdf/3

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٢

لله الذي خلق السموات • وكل صحيح فصيح وانما يحتاج لنكتة المخالفة في التعبير وقد يتعين التعبير بالموصول بان كان الوصف الصريح غير مسموع فلا يجوز ذكره بنآء على ان اسمآءه وصفاته توقيفية وان اشعرت بكمال فيتوصل الى اجرآء ذلك الوصف الذى لم يرد بجعله صلة موصُول كقول الانصارى الحمدلله الذى وضع علم العروض اذ واضع لم يعلم ورود وصف الله به       احصى كل شيء عددا اي ضبط عدد كل الاشيآء التي خلقها لا يعزب عنه شيء حتى مثاقيل الذر والخردل فعددا تمييز حُول عن المفعول على حدو فجرنا الارض عيونا ونكتته تشويق النفس اليه فيكون ذكره بعد اوقع فيها وفيه مع ما بعده اقتباس وهو ان يضمن الشاعر او الناثر کلامه آية من القرآن او جملة من حديث وهو من محسنات البديع فلا محظور فيه الا اذا كان فيه اشعار بسوء ادب کان ينسب الى نفسه ما حقه ان لا ينسب الا الى الله تعالى كقول بعض بنى مروان وقد كتب على رقعة فيها شكاية من بعض عماله ان الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم كذا ذكره ابن العماد الدمشقى فی شرح بديعية ابن حجه ومثله قول ابى نواس غفر الله له

خط في الأوراق سطر
من بديع الشعر موزون
لن تنالوا البر حتى
تنفقوا مما تُحِبُّونَ

ففيه من التجرى ما لا يخفى وقد حرم الحافظ السيوطى مثل ذلك ويجوز في مقام الاقتباس الزيادة والنقص كقوله

كان الذى خفت ان يكونا
انا الى الله راجعونا

ومن مستحسنات هذا النوع قوله

اذا رمت سلوة قال شافع
من الحبّ ميعاد السلوّ المقابر