طال انتزاحك أي متى ملقاكا

طالَ اِنتِزاحُكَ أَي مَتى مَلقاكا

​طالَ اِنتِزاحُكَ أَي مَتى مَلقاكا​ المؤلف خليل الخوري


طالَ اِنتِزاحُكَ أَي مَتى مَلقاكا
وَيَعود لِلوَطنِ العَزيز بَهاكا
لَما رَأكَ وَأَنتَ زينة جيدِهِ
عَنهُ بَعدتَ بِشَوقِهِ ناداكا
فَلذاتكَ الغَراءِ فَضلٌ باهِرٌ
يَدعو لِحُبّكَ شاهِداً بِوفاكا
لَكَ في الصِفات الغركل حَميدَةٍ
طَبعت بِأَفئِدَةِ المَلا مَعناكا
أَمجمّع الأَلطافِ وَهُوَ يَفيضها
هَلا سَمحتَ بِفضلةٍ لِسواكا
ما أَنتَ ذو بُخلٍ يَضنُّ وَإِنَّما
لَيسَ البَخيلُ بِمَجدِهِ الاكا
لا تُنكِرُ الصُحبُ الكِرامُ مَآثراً
عَنها يقصّرُ مِن سَرى مَسراكا
تَبعوكَ ما لَحقوكَ إِلا أَنَّهُم
جاروكَ فَاتَسموا بِبَعضِ ثَناكا
وَمِن العَجائِبِ أَنَّهُم لِلَفَضلِ ما
حَسَدوكَ بَل غَبطوا اِنتِشارَ شَذاكا
يا اِبنَ التوينيّ الكَريم لَكَ الثَنا
فَلَقَد بنت بَيتَ الفَخار يَداكا
لَم أَنسَ يَوم حَلَلتَ مَصرَ فَكُنتَ لي
فيها كَيوسف فائِزاً بِصَفاكا
قَد رُحتَ مِن راح المَحبَةِ شارِداً
لا أَستفيق سِوى عَلى ذكراكا
أَنا ذَلِكَ المُشتاق أَعدمني النَوى
بَعدَ اللُقا جَوراً عَدمتَ نَواكا
طَيبُ اِجتِماعٍ هبَّ يَختَرِقُ النَوى
ما طالَ حَتّى صالَ سَيف جَفاكا
قَد أَيقَظَ الحُبُّ الموسد بِالحَشى
مَع أَنَّهُ ما نامَ مُنذُ سَراكا
كَنَسيمةٍ هَبَّت عَلى النار الَّتي
تَحتَ الرَماد فَأَسفَرَت كَسَناكا
قُل لِلفُراق بِإِنَّني متجلدٌ
فَليرشقنَّ سِهامِهُ فَتاكا
لا انثني حَتّى أَذيبُ فُؤادَهُ
واقدُّ عاتِقُهُ بِسَيفِ لِقاكا
يَوماً سَتَجمَعني السَعادَةُ بِالحِما
فَأَكادَ أَرقُص بِالسُرورِ حِماكا
أَو لا فَفي النيلِ المُبارَكِ مورَدٌ
يَطفي غَليل خَليل حينَ يَراكا