طرقت فالأنام منها سكارى

طرقتْ فالأنامُ منها سكارى

​طرقتْ فالأنامُ منها سكارى​ المؤلف حيدر بن سليمان الحلي


طرقتْ فالأنامُ منها سكارى
تملأ الكونَ دهشةً وانذعارا
بكرُ خطبٍ لا ينشد الصبرُ فيها
قد أتانا بها الزمانُ ابتكارا
في حديث الأحقاب لم يأت فيها
وقديماً لمثلها ما أشارا
بردت سائرُ القلوب ردىً منـ
ـها وعادت من الغليل سكارى
ولها كانت المدامع لولا
حرُّ أنفاسنا تكون بحارا
وقليلٌ بها وإن ليس يجدي
ترسل العينُ دمعَها مدرارا
نكبةٌ تملأ الوجودَ مصاباً
يملأ الأرضَ والسما استعبارا
يا نفوسَ اللاجين طيري شعاعاً
أدرك الدهرُ عندك الأوتارا
وابردي يا حشاشة الشرك أمناً
مات من كان بين جنبيك نارا
فبمن يغتدي الهدى مستجيراً
فقدتْ كعبةُ الهدى المستجارا
وله أصبحَ الحطيمُ حطيماً
يتوارى في الترب حين توارى
ودجا الأفق في دجى غيهب الحز
نِ وهبَّت ريحُ الصبا إعصارا
سوَّمى يا خطوبُ خيلك فينا
تغنمي أين ما قصدت المغارا
وارتعى في حمى الورى فالمنايا
أنشبت في هزبرها الأظفارا
مَن حماها عن أن تُراعَ وقسراً
ردَّ أيدي الأيام عنها قصارا
كيف تخلو له من الحزن دارٌ
والندى منه لم يفت ديّارا
ملكَ الناسَ بالسماح عبيداً
فغدوا بعد فقده أحرارا
يا بغاة الإسلام لا تتناجوا
بانتقاص الدين الحنيف سرارا؟
لا تخالوا «محمداً» لم يخلّف
للورى ناهياً ولا أمتارا
فالإمامُ المهديُ قد قام فيهم
علماً يرشد الورى ومنارا
ما بنى الله من سماء علومٍ
وهو بدرٌ في أفقها قد أنارا
لازم الحقَ في هداه فأضحى
معه الحقُّ حيثما دار دارا
منه ملء الأبراد عدلٌ وتوحيـ
ـدٌ وفخرٌ من هاشمٍ لا يجارى
والحُبا في النديُّ تضمن منه
ركنَ رضوى حلما وأرسى وقارا
فترى الناس هيبةً منه خرساً
يتناجون في الحديث سرارا
يا أجلَّ الورى علاءً وقدراً
وأعزَّ الأنام نفساً وجارا
عقد العيُّ منطقي أن أعزّيك
ومنك العزا غدا مستعارا
وقبيحٌ منّي إذا قلتُ صبراً
للذي علَّم الورى الاصطبارا