عروة بن أذينة
إنَّ التي زَعَمَتْ فُؤَادَكَ مَلَّها * خلقت هواكَ كما خلقتَ هوى ً لها
فِيكَ الذي زعمتْ بِها وكلاكُما * يُبْدِي لصاحِبه الصَّبابَة َ كُلَّها
وَيَبِيتُ بينَ جَوانِحي حُبٌّ لها * لو كانَ تحتَ فِراشِها لأَقَلَّها
ولعمرها لو كان حبّك فوقها * يوماً وقد ضحيت إذاً لأظلّها
وإِذا وَجَدْتَ لها وَساوِسَ سَلْوَة ٍ * شَفَعَ الضميرُ إلى الفؤادِ فَسَلَّها
بَيْضاءُ باكَرها النعيمُ فَصاغَها * بلباقَة ٍ فأَدَقَّها وأَجَلَّها
لمَّا عَرَضْتُ مُسَلِّماً لِيَ حاجَة ٌ * أرجو معونتها وأخشى ذلّها
حجبت تحيَّتها فقلتُ لصاحبي * ما كان أكثرها لنا وأقلّها
فدنا فقال : لعلّها معذورة ٌ * من أَجْلِ رِقْبَتِها فَقُلْتُ لَعَلَّها