في الناس من يتجنب التدنيسا

في الناس من يتجنب التدنيسا

​في الناس من يتجنب التدنيسا​ المؤلف أحمد فارس الشدياق


في الناس من يتجنب التدنيسا
طبعا وآخر يشتهيه غطوسا
من شاقه استنشاق انتن جيفة
فليلس البرجيس في باريسا
بالوعة فتحت فافعم نتنها
كل الانوف وسامها تعطيسا
ابدا ترى الاقذار من فوهاتها
مثل السحاب تراكما وعموسا
ناديت اذ عاينت مبعث خبثها
اين الانوف الآنفات دسيسا
اين الذي تعنيه صحة جسمه
فيجانب التدنيس والتنجيسا
اين الذي يبغى سلامة عقله
فيباعد الفسفاس والمألوسا
ما كان لي من بعد هذا الرزءان
ارضى بقطر بثها تعريسا
اذ ما يقوم مقام انفى غيره
لو كان عندي الف جالينوسا
يا اهل باريس اقذعوا ظربانكم
عن ذي الروائح واحذروا التدنيسا
لا تقربوها انها رجس لكم
تنفى الكرى اوتورث الكابوسا
عار على من شاع عنه الفضل ان
يرضى النقيصة او برود خسيسا
يا معشر الافرنج ان انكرتم
خلق السعالي فانظروا العتريسا
يا معشر الادباء ذودوا العث عن
شمل الصحاح واخفروا القاموسا
غاروا على لغة لكم قد شانها
الحوشى ممن ينكر المانوسا
لو اطلقت لي قدرة لربطته
مع صنوه اعنى به العكموسا
ما كادني الا غبى مدع
ان كان للعلماء قبل جليسا
ويقةل اني قد حضرت مدرسا
حبرا اريبا لازم التدريسا
وهو الجهول وليس يدي جهله
وهو العمى ويقول لحت شموسا
لو كان نيل العلم بالدعوى لما
سهر المجاور ليله الادموسا
سفه على هوج على خرق على
دهش على بطر جمعن دكيسا
ان ترو من سفر دليلا يعزه
هوجا اليك وغرة وشريسا
ان كان لا يهدى الصباح ذوي العمى
فعلام تزهر عندهم فانوسا
واذا البراعة جردت عن قلبها
فلاي شي تستعير لبوسا
ماذا يحيك العذل في من شانه
ان لا يرى الا السفاهة سوسا
ما ضاره غير السوى لانه
يبغيه مثل طباعه معكوسا
طالت دعاويه وقصر فهمه
وحجا الائمة في العلوم قسوسا
فتراه يلغو مسهبا ومشاغبا
في كيف يضبط كاتب باريسا
هذا الفضول بعينه لمؤرس
عند الابيل رئيسه تأريسا
ولقد تراه مفاخرا في انه
يتلو صحائف او يقل طروسا
ولكم راينا حاملا اسفاره
وهو الحمار تزيده تخييسا
يا خطة عظمت وعز مصابها
عن ان نرى شيا عليه قيسا
ظربان سوء كل طرف قد نبا
عنه ويحسب نفسه طاووسا
يفشى الخبائث لاستطابة حاله
منها ويسرط رغبه التقسيسا
ياللورى هل فيكم متحمل
هذا البلاء وقد تفاقم بوسا
افليس بينكم امرؤ لم يغوه
ويضله الوسواس من ابليسا
فيكون في فصل الدعاوى منصفا
حكما ويكشف عنه ذا التلبيسا
افيستوي من يخدم السلطان ذا
نصح وآخر يخدم القسيسا
ام يستوى من بات الف كتابه
واليف علج ينقس الناقوسا
مذ شاقه الاجراس مطروقا بها
لم يترك التنديد والتجريسا
جعل التقول والتمحل دأبه
وعليه اسس جده تاسيسا
متطلبا عثرات خلق الله كي
يغتاب مفتخرا بها لقيسا
في كل مقذرة يغرز انفه
ينشى بها خبرا يسوء رئيسا
في كل مخبثة تراه كارفا
متكهناً شرا يسوم نحوسا
ان يبصر الجعلان تحمل بعرة
لم يلف من حسد لها تنفيسا
لم لا يندد بالهنات اذا بدت
ممن حكاه مذلة وبؤوسا
لكن تراه يلوك عرض اولى العلى
غيظا عليهم ان علوه نسيسا
كالثعلب النكر ازدرى ما طاب من
عنب بغى اذ آب عنه يئوسا
لم ينع الا بالخراب وبالبلا
كالبوم ينذر نعبه انكيسا
فهو الذي في شعر احمد وصفه
ياوى الخراب ويسكن الناووصسا
وعناه جمعا في الخداع بقوله
كثر المدارس فاحذر التدليسا