كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الإيمان/باب ذكر خلال ورد لعن فاعليها عن النبي صلى الله عليه وسلم


باب ذكر خلال ورد لعن فاعليها عن النبي صلى الله عليه وسلم عدل

مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان، عن منصور بن حيان، عن أبي الطفيل قال: " قلنا لعلي: أخبرنا بشيء أسره إليك رسول الله . فقال: ما أسر إلي شيئا كتمه الناس، ولكني سمعته يقول: لعن الله من ذبح لغير الله، (ولعن من آوى محدثا) ولعن الله من لعن والديه، ولعن الله من غير منار الأرض ".

البخاري: حدثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر قال: " لعن النبي الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة ".

البخاري: حدثنا عثمان، ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، قال عبد الله: " لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله، ما لي لا ألعن من لعن رسول الله وهو في كتاب الله: {وما آتاكم الرسول فخذوه} ".

مسلم: حدثنا زهير بن حرب، ثنا هشيم، أنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر قال: " إن رسول الله لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا ".

مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: أنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : " لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده ".

مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب جميعا، عن أبي معاوية - قال أبو كريب: ثنا أبو معاوية - عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: " خطبنا علي بن أبي طالب فقال: من زعم أن عندنا شيئا نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة - قال: وصحيفة معلقة في قراب سيفه - فقد كذب. فيها أسنان الإبل، وأشياء من الجراحات، وفيها قال النبي : المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ".

وانتهى حديث أبي بكر وزهير بن حرب عند قوله: " يسعى بها أدناهم " لم يذكرا ما بعده، وليس في حديثهما: " معلقة في قراب سيفه ".

وحدثني علي بن حجر السعدي، ثنا علي بن مسهر.

وحدثني أبو سيعد الأشج، ثنا وكيع جميعا، عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث أبي كريب، عن أبي معاوية إلى آخره، وزاد في الحديث: " فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل " وليس في حديثهما: " من ادعى إلى غير أبيه " وليس في رواية وكيع ذكر " يوم القيامة ".

البخاري: حدثنا حجاج بن منهال، أبنا شعبة، أخبرني عون بن أبي جحيفة قال: " رأيت أبي اشترى حجاما، فأمر بمحاجمه فكسرت، فسألته عن ذلك، فقال لي: إن رسول الله نهى عن ثمن الدم، وثمن الكلب، وكسب الأمة، ولعن الواشمة والمستوشمة، وآكل الربا وموكله، ولعن المصور ".

الترمذي: حدثنا قتيبة، ثنا أبو عوانة، عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود قال: " لعن رسول الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه ".

وفي الباب عن عمر، وعلي، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

النسائي: أخبرنا عمرو بن منصور النسائي، ثنا أبو نعيم، عن سفيان - هو الثوري - عن أبي قيس - هو عبد الرحمن بن ثروان - عن هزيل - وهو ابن شرحبيل - عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال: " لعن رسول الله الواشمة والموتشمه، والواصلة والموصولة، وآكل الربا وموكله، و [المحلل] والمحلل له ".

البزار: حدثني محمد بن المثنى، ثنا عثمان بن عمر، ثنا مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي قال: " لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".

عثمان بن عمر هذا هو ابن فارس أبو محمد البصري، وثقة يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: هو صدوق. وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه.

النسائي: أخبرنا محمد بن يعمر، ثنا محمد بن كثير، ثنا سليمان بن كثير، ثنا عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس يرفعه قال: " من قتل في عميه أو (عمية) بحجر أو بسوط أو عصى فعليه عقل الخطأ، ومن قتل عمدا فهو قود، ومن حال بينه وبينه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل ".

أبو داود: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا قتادة، حدثني أبو مجلز، عن حذيفة " أن رسول الله لعن من جلس وسط الحلقة ".

أبو مجلز اسمه لاحق بن حميد.

أبو داود: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام، عن يحيى [عن] عكرمة، عن ابن عباس " أن النبي لعن المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء، وقال: أخرجوهم من بيوتكم، وأخرجوا فلانا وفلانا. يعني: المخنثين ".

أبو داود: حدثنا محمد بن سليمان لوين - وبعضه قراءة عليه - عن سفيان، عن ابن جريح، عن ابن أبي مليكة قال: " قيل لعائشة أن امرأة تلبس النعل، فقالت: لعن رسول الله الرجلة من النساء ".

أبو داود: حدثنا أحمد بن يونس، ثنا ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو قال: " لعن رسول الله الراشي والمرتشي ".

ذكره أبو عيسى وقال: حديث حسن صحيح.

البزار: حدثنا محمد بن معمر، ثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، ثنا سكين بن عبد العزيز، عن سيار بن سلامة، عن أبي برزة أن النبي قال: الأمراء من قريش، ولي عليهم حق، ولهم عليكم حق، ما فعلوا ثلاثا: ما استرحموا فرحموا، وحكموا فعدلوا، وعقدوا فوفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ".

قال أبو بكر: وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن أبي برزة بهذا الإسناد، وسكين رجل مشهور من أهل البصرة.

ورواه أبو بكر أيضا عن إبراهيم بن هانئ، عن محمد بن بكار بن لال، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس عن النبي .


كتاب الأحكام الشرعية الكبرى لعبد الحق الإشبيلي: كتاب الإيمان
بيان النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان | إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان الاستسلام أو الخوف | ما جاء أن الإسلام علانية والإيمان في القلب | بيان ما بني عليه الإسلام | حسن إسلام المرء | التفضيل بين المسلمين المؤمن والمسلم | أي الإسلام أفضل | قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أعلمكم بالله | المعرفة | ما تبلغ به حقيقة الإيمان | قول النبي صلى الله عليه وسلم نحن أحق بالشك من إبراهيم | وجوب الشهادتين باللسان واعتقادهما | قبول ظواهر الناس في الأعمال ووكل سرائرهم إلى الله | ثواب من مات مقرا بالشهادتين مخلصا بها | من شهد عند الموت أن لا إله إلا الله شهد له بها عند الله | أول ما يدعى إليه الناس من فرائض الإيمان والشهادة | حق الله على العباد أن يعبدوه وحقهم عليه ألا يعذبهم إذا فعلوا ذلك | من اقتصر على أداء الفرائض | فضل من زاد على الفرائض | الإيمان قول وعمل ونية ويزيد وينقص وبعضه أفضل من بعض وقوله تعالى | تفاضل أهل الإيمان فيه | تسمية الإيمان عملا والعمل إيمانا | شعب الإيمان وأيها أفضل | الإيمان أفضل الأعمال | الصلاة من الإيمان | الزكاة من الإيمان | صيام رمضان من الإيمان | حج البيت من الإيمان | الجهاد من الإيمان | أداء الخمس من الإيمان | تطوع قيام رمضان من الإيمان | إفشاء السلام وإطعام الطعام من الإيمان | إكرام الضيف من الإيمان | الإحسان إلى الجار من الإيمان | الحياء والعي شعبتان من الإيمان | تغيير المنكر من الإيمان | من الإيمان أن ينصف من نفسه | الحب في الله والبغض فيه من الإيمان | حب الأنصار آية من الإيمان | قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي لا يحبه إلا مؤمن | لا يؤمن حتى يكون الرسول أحب إليه من نفسه وماله | لا يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه | بيان الثلاث الخلال اللاتي من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان | ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا | الإيمان يمان | الدين النصيحة | فضل من استبرأ لدينه | قول الله تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا | الدين يسر | أي الدين والعمل أحب إلى الله | الحذر على الأعمال الصالحة وخوف المؤمن أن يحبط (عمله) | الفرار بالدين من الفتن | أسلمت على ما أسلفت من الخير | حكم من أساء في جاهليته وإسلامه | حكم من هم بحسنة أو سيئة فعملها أو تركها | قول الله تعالى وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله | ما جاء من تجاوز الله سبحانه عن حديث النفس | ما أمر به العبد عند وسوسة الشيطان | ما جاء أن كراهية الوسوسة والرد لها صريح الإيمان | رفع الخطأ والنسيان عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم وما استكرهوا عليه | لا ينفع يوم القيامة مع الكفر عمل صالح | ما جاء أن الكافر يطعم بحسناته في الدنيا | الكف على من أصلح علانيته ولا يفتش عن سريرته | قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر | الأعمال بخواتيهما | مثل المسلمين وأهل الكتابين | اتباع المسلمين سنن أهل الكتابين | فضل من أدرك النبي عليه السلام من أهل الكتاب فآمن به | ما بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عليه من ترك المعاصي | المعاصي من أمر الجاهلية | كفر دون كفر وظلم دون ظلم | ترك الصلاة كفر | قتال المسلم كفر | ما جاء أن النياحة والطعن في النسب كفر | ما جاء أن الاستمطار بالنجوم كفر | ما جاء أنه من ادعى لغير أبيه فقد كفر | إذا أبق العبد من مواليه فقد كفر | إذا كفر أخاه رجع عليه إن لم يكن أخوه كذلك | علامة المنافق | ذكر الخلال التي لا يفعلها وهو مؤمن | خروج الإيمان عن الزاني حين زناه | ذكر الخلال التي تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعلها أو قال فيه ليس منا | ذكر خلال ورد الخبر في فاعليها | ذكر خلال ورد الخبر | ذكر خلال ورد لعن فاعليها عن النبي صلى الله عليه وسلم | مما سمي كبيرة أو دل على أنه كبيرة | منه وما جاء في القاتل نفسه | التوبة تهدم ما مكان قبلها والإسلام يهدم ما كان قبله | ما جاء أن المسلم إذا عوقب بذنبه في الدنيا فهو له كفارة | من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله غفر ذنبه ودخل الجنة وإن وقع في الكبائر | ما جاء أن الجنة لا يدخلها إلا مؤمن | الشفاعة لأهل الكبائر وإخراجهم من النار بالإيمان ودخلولهم الجنة | دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته | ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء تبعا وأول الناس يشفع | بدء الوحي | كيف كان الوحي يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وذكر حالات كان عليها حين يأتيه الوحي والملك | ذكر الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم | حيث انتهي بالنبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به | ذكر من رآه النبي من الأنبياء ليلة أسري به صلى الله عليهم | صلاة النبي بالأنبياء ليلة أسري به صلى الله عليهم | انقطاع النبوة والرسالة بعد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم | قول الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها | ما أحصي من أسمائه في القرآن | ما ورد من أسمائه تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم اسمه السيد | من جعل الدهر اسما من أسماء الله تعالى | قول الله عز وجل وكان الله سميعا بصيرا | قوله تعالى وكان الله على كل شيء قديرا | قوله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت | قول تعالى فأجره حتى يسمع كلام الله | قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم الله بالوحي | قول الله تعالى وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب | قول النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله تعالى | من كلام الرب جل جلاله | قول الله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا | في المشيئة والإرادة وما تشاءون إلا أن يشاء الله | قوله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه | قول الله تعالى ويحذركم الله نفسه | قول النبي صلى الله عليه وسلم لا شخص أغير من الله | قل أي شيء أكبر شهادة قل الله | ما يذكر في الذات | سؤال النبي صلى الله عليه وسلم السودان أين الله | وكان عرشه على الماء | قوله وهو معكم أين ما كنتم | ما جاء أن قل هو الله أحد صفة الرحمن جل جلاله | قوله تعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وقوله ولقد رآه بالأفق المبين | قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة | في الرد علة الجهمية | قوله تعالى إن ربك هو الخلاق العليم | قوله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم | قوله تعالى وما يعلم جنود ربك إلا هو | قوله تعالى كل يوم هو في شأن