كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الإيمان/باب في المشيئة والإرادة وما تشاءون إلا أن يشاء الله
باب في المشيئة والإرادة وما تشاءون إلا أن يشاء الله عدل
البخاري: حدثنا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، وثنا إسماعيل، حدثني أخي عبد الحميد، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن علي بن حسين، أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره " أن رسول الله ﷺ طرقه وفاطمة بنت رسول الله فقال لهم: ألا تصلون ؟ قال علي: فقلت: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف رسول الله ﷺ حين قلت له ذلك ولم يرجع إلي شيئا، ثم سمعته وهومدبر يضرب فخذه ويقول: وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ".
البخاري: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، ثنا شعيب، عن الزهري، أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ وهو قائم على المنبر - يقول: " إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أعطي أهل التوراة التوراة، فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أعطي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا به حتى صلاة العصر ثم عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أعطيتم القرآن، فعملتم به حتى غروب الشمس، فأعطيتم قيراطين قيراطين، قال أهل التوراة: ربنا هؤلاء أقل عملا وأكثر جزاء. قال: هل ظلمتكم من أجركم من شيء ؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء ".
البخاري: حدثنا محمد بن سنان، ثنا فليح، ثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: " مثل المؤمن كمثل خامة الزرع تفيء ورقه من حيث أتتها الريح تكفئها فإذا سكنت اعتدلت، وكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء، ومثل الكافر كمثل الأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء ".
البخاري: حدثنا معلى بن أسد، ثنا وهيب، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة " أن نبي الله ﷺ سليمان بن داود كان له ستون امرأة، فقال: لأطوفن الليلة على نسائي، [فلتحملن] كل امرأة منهن، ولتلدن فارسيا يقاتل في سبيل الله، فطاف على نسائه، فما ولدت منهن إلا امرأة واحدة، (ولدت بشق) غلام، قال نبي الله ﷺ: لو كان سليمان استثنى لحملت كل امرأة منهن، فولدت فارسا يقاتل في سبيل الله ".
البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد المسندي، ثنا هشام، أنا معمر، عن الزهري، عن أبي إدريس، عن عبادة بن الصامت قال: " بايعت رسول الله ﷺ في رهط فقال: أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا [ولا تزنوا] ولا تقتلوا [أولادكم] ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فأخذ به في الدنيا فهو له كفارة وطهور، ومن ستره الله فذلك إلى الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له ".
البخاري: حدثنا محمد بن سلام، أخبرنا هشيم، عن حصين، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه - حين ناموا عن الصلاة - قال النبي ﷺ: " إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها حين شاء. وقضوا حوائجهم، وتوضئوا إلى أن طلعت الشمس وابيضت، فقام فصلى ".
البخاري حدثنا يحيى بن قزعة، ثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن ابن سلمة بن عبد الرحمن والأعرج.
وثنا إسماعيل، ثنا أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: " استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين. في قسم يقسم به، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين. فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله ﷺ فأخبره بالذي كان من أمره وأمر المسلم فقال النبي ﷺ: لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون [يوم القيامة] فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله ".
البخاري: حدثنا إسحاق بن أبي عيسى، ثنا يزيد بن هارون، أنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: " المدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة يحرسونها فلا يقربها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله ".
البخاري: حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: " إذا دعوتم الله فاعزموا [في] الدعاء، ولا يقولن أحدكم إن شئت فأعطني، فإن الله لا مستكره له ".
البخاري: حدثنا يحيى، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام سمع أبا هريرة عن النبي ﷺ قال: " لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء، لا مكره له ".
مسلم: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، ثنا أنس بن عياض، ثنا الحارث - وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ذباب - عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ " لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت. ليعزم في الدعاء ؛ فإن الله صانع ما شاء، لا مكره له ".
مسلم: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، ثنا سفيان بن عيينة، عن سعيد ابن حسان، عن عروة بن عياض، عن جابر بن عبد الله قال: " سأل رجل النبي ﷺ فقال: إن عندي جارية لي وأنا أعزل عنها. فقال رسول الله ﷺ: إن ذلك لم يمنع شيئا أراده الله. قال: فجاء الرجل فقال: يا رسول الله، إن الحارية التي كنت ذكرتها لك حملت. فقال رسول الله ﷺ: أنا عبد الله ورسوله ".
مسلم: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري سمعه يقول: " سئل رسول الله ﷺ عن العزل، فقال: ما من كل الماء يكون الولد، وإذا أراد الله - عز وجل - خلق شيء لم يمنعه شيء ".