كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب العلم/باب ما ينهى عنه من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعني
باب ما ينهى عنه من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعني
عدلوقول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}
مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى، أنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: " إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين، فحرم عليهم من أجل مسألته ".
البخاري: حدثنا موسى - هو ابن إسماعيل - حدثنا أبو عوانة، ثنا عبد الملك، عن وراد كاتب المغيرة قال: " كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إلي ما سمعت من رسول الله / ﷺ قال: فكتب إليه أن نبي الله ﷺ كان يقول في دبر كل صلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وكتب إليه أنه كان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، وكان ينهى عن عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات ".
مسلم: حدثني ابن ابي عمر، ثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن محمد ابن سوقة، أنا محمد بن عبيد الله الثقفي، عن وراد قال: " كتب المغيرة إلى معاوية: سلام عليك، اما بعد فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الله حرم ثلاثا، ونهى عن ثلاث: حرم عقوق الوالدات، ووأد البنات، ولا وهات، ونهى عن ثلاث: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ".
مسلم: حدثني زهير بن حرب، عن جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " إن الله يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ".
مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب أن سهل بن سعد الساعدي أخبره " أن عويمر العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي، فقال له: يا عاصم، أرأيت لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه، أم كيف يفعل؟ فسل لي عن ذلك يا عاصم رسول الله ﷺ. فسأل عاصم رسول الله، فكره رسول الله ﷺ المسائل وعابها، حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله ﷺ... " وذكر حديث اللعان.
البخاري: حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: " كنا عند عمر. فقال: نهينا عن التكلف ".
البخاري: حدثنا / الحسن بن الصباح، حدثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله ﷺ: " لن يبرح الناس يتساءلون [حتى يقولوا] هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله ".
البخاري: حدثنا أبو اليمان، ثنا شعيب، عن الزهري.
وحدثني محمود - هو ابن غيلان - ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك " أن النبي ﷺ خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلم قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن بين يديها أمورا عظاما ثم قال: من أحب أن يسأل عن شيء، فليسأل عنه، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا. قال أنس: فأكثر الناس البكاء، وأكثر رسول الله ﷺ أن يقول: سلوني. قال أنس: فقام إليه رجل، فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ قال: النار: فقام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: أبوك حذافة. قال: ثم أكثر أن يقول: سلوني سلوني. قال: فبرك عمر على ركبتيه، فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا. قال: فسكت رسول الله ﷺ حين قال عمر ذلك، ثم قال النبي ﷺ: أولى والذي نفسي بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط، وأنا أصلي، فلم أر كاليوم في الخير والشر ".
البخاري: حدثنا يوسف بن موسى، ثنا أبو أسامة، عن بريد بن أبي بردة [عن أبي بردة] عن أبي موسى الأشعري قال: " سئل رسول الله ﷺ عن أشياء كرهها، فلما أكثروا عليه المسألة غضب وقال: سلوني. فقام رجل فقال: يا رسول الله، من أبي؟ قال: أبوك حذافة. ثم قال آخر فقال: يا رسول الله، من أبي؟ قال: أبوك سالم مولى شيبة. فلما رأى عمر ما بوجه رسول الله ﷺ من الغضب قال: إنا نتوب إلى الله ".
البخاري: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، أخبرنا روح بن عبادة، ثنا شعبة، أخبرني موسى بن أنس قال: / سمعت أنس بن مالك قال: " قال رجل يا نبي الله من أبي؟ قال: أبوك فلان. ونزلت {يأ يها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} ".
البخاري: حدثنا إسحاق، ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا موسى بن عقبة، سمعت أبا النضر يحدث عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت " أن النبي ﷺ اتخذ حجرة في المسجد من حصير، فصلى رسول الله ﷺ فيها ليالي حتى اجتمع إليه ناس، ثم فقدوا صوته ليلة، وظنوا أنه قد نام، فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم، فقال: ما زال [دأبكم] الذي رأيت من صنيعكم حتى خشيت أن تكتب عليكم، ولو كتبت عليكم ما قمتم به، فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة ".