كتاب المواقف/موقف إقباله

​كتاب المواقف​ المؤلف النفري

موقف إقباله



موقف إقباله


أوقفني في إقباله وقال لي لكل ولي باب يدخل منه وباب يخرج منه.

وقال لي إنما أحشرك مع أبناء جنسك من كانوا وأين كانوا.

وقال لي أبناء جنسك أبناء شهوتك أو تركك وليس أبناء جنسك أبناء عملك ولا أبناء معرفتك.

وقال لي إن قلت ما أقول قلت ما تقول.

وقال لي أول الاستجابة استجابتك للقول بقولك.

وقال لي الاستجابة أن تقول ما أقول ولا تلتفت إلى عاقبة بضمير.

وقال لي الدعاء الخالص أدب من آداب الاجتماع.

وقال لي من إقبالي عليك أني أريدك بأن تريدني لتثبت في الإقبال علي فأردني واشهدني أريدك بأن تريدني فتدوم بي وتنقطع عنك.

وقال لي فرقت السموات والأرض ومن فيهن من نار العذاب وفرقت نار العذاب من نار الاستتار.

وقال لي أبناء همك جمع ويفترقون بالشهوات، أبناء علمك جمع ويفترقون بالشهوات، أبناء عملك جمع ويفترقون بالشهوات، أبناء شهوتك جمع ويفترقون بالترك والتاركون أبناء ما أجله تركوا والآخذون أبناء ما من أجله أخذوا.

وقال لي إن لم يصعد عملك من الباب الذي نزل منه علمك لم يصل إلي.

وقال لي إن لم تكن في أمري كالنار أدخلتك النار.

وقال لي انظر إلى النار كيف هي لي لا ترجع فكذلك كن لي لا ترجع قولاً ولا فعلاً.

وقال لي عقوبة كل مذنب تأتي من مستمده فانظر من أين تستمد فمن هناك ثوابك وعقابك فانظر من أين تستمد.

وقال لي الصلوات موقوفة على عشاء الآخرة تذهب بها أين ذهبت.

وقال لي وكلت الظن بالعمل يحسن إذا حسن ويسوء إذا ساء.

قالب:كتاب المواقف