كورة فلسطين كورة الرملة، كورة إيليا وهي بيت المقدس وبينها وبين الرملة ثمانية عشر ميلاً، وبيت المقدس كان دار ملك داود وسليمان عليهما السلام ورحبعم بن سليمان وولد سليمان، ومن بيت المقدس إلى مسجد إبراهيم صلّى الله عليه وقبره ثلاثة عشر ميلاً مما يلي القبلة، وكورة عمَواس، قال ابن كلثوم الكنديّ:

رُبَّ خِرقٍ مثلِ الهلال وبَيْضا

ءِ حَصانٍ بالجزع من عمَواس 

وكورة لدّ، قال الشاعر:

يا صاح إنّي قد حجـجْ

تُ وزرتُ بيتَ المقدسِ 

ودخلتُ لُـدّاً عـامـداً

في عيد مَريا جِرجِـس

وكورة يُبنى، وكورة يافا، وكورة قيساريّة، وكورة نابُلس، وكورة سبسطِيَة، وكورة عسقلان، وكورة غزَّة، وكورة بيت جبرين. وخراج فلسطين خمسمائة ألف دينار.

من الرملة إلى يافا وهو أقرب ثغر يليهم وهو على البحر من الرملة إليه ثمانية أميال، ومن البيت المقدس إلى البحيرة المنتنة بلا شك أربعة أميال ويخرج من البحيرة المنتنة ملح يصلح للصاغة وفير يسمى الحمَّر وهو قفر اليهود، ويقال الأردنّ الذي يصب في البحيرة المنتنة يخرج بأرض الهند...رجلاً منهزماً جاء فغاص...فأخرج شيئاً.

والطريق من الرملة إلى الفسطاط من الرملة إلى ازدود اثنا عشر ميلاً، ثم إلى غزة عشرون ميلاً، ثم إلى رفح ستة عشر ميلاً، ثم إلى العريش أربعة وعشرون ميلاً في رمل ثم إلى الورّادة ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى الثعامة ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى العُذَيب في رمل عشرون ميلاً، ثم إلى الفرما أربعة وعشرون ميلاً، قال المأمون:

لَلَيلُكَ كان بـالـمَـيدا

نِ أقصرُ منهُ بالفرَما

غريبٌ في قرى مصرٍ

يقاسي الهَمَّ والسَّدَمـا

ثم إلى جُرجير ثلاثون ميل، ثم إلى الغاضرة أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى مسجد قضاعة ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى بلبيس أحد وعشرون ميلاً، ثم إلى الفسطاط مدينة مصر أربعة وعشرون ميلاً، وقال سمّيت مصر بمصر بن حام بن نوح صلّى الله عليه ومن ولده القبط والبربر وأرض مصر محدودة مسيرة أربعين ليلة في مثلها. وكانت مصر دار الفراعنة واسمها مقدونية والفسطاط هي فسطاط عمرو بن العاص بباب اليون ملك الروم، قال:

أعني ابن ليلى عبدَ العزيز ببا

بِ اليون تَغلي جِفانُهُ رِذَما.

كور مصر كورة مَنْف ووسيم، كورة دلاص، كورة الشرقيّة، كورة بوصير، كورة الفيوم، كورة أهناس، كورة القيس، كورة طحا، كورة الأشمونَين، كورة سُيوط، كورة قهقى، كورة البهنسَى، كورة أخميم والدَير، كورة أبشاية، كورة هو وقِنَى، كورة قِفط والقصر، كورة أسنى وأرمنت وسبابة، كورة أسوان، كورة سبابة المغرب، كورة باب النوبة، كورة الإسكندريّة، والقلزم والطور وأيْلَة، كور مصيل والمليدس، كورة قرْطسَا، كورة خربْتا، كورة البدَقون، كورة صا وشَباس، كورة سخا، كورة تيدَه، كورة الأفراحون، كورة لوبيان كورة الأوسِيَة، كورة طُوّه، كورة منوف السفلى، كورة دمسيس، كورة منوف العليا، كورة أتريب، كورة عين شمس، كورة فرْسَطا، كورة تتا وتُمّى، كورة سمَّنود، كورة صان وإبليل، كورة البجوم، كورة صعيرة، كورة فرهلة، كورة أخنا ورشيد، والحَوف الشرقيّ، والحوف الغربيّ، والبحيرة، وأسفل الأرض، وبطن الريف، والبَشَرود، والصّعيد، وتنّيس، ودمياط على البحر، والفرَما، ودقْهَلة، وبطيرة، ونقيزة، وبسطة، وأطرابية، وقُربيط، والخَيس، والبدَقون، والشراك، وترنوط، وشطنوف، وبرنيل، وأنصِنا، وشطْب، ودبروه، وبومينا، وتونَه، وشطا، ودبيق.

وكان أهل المغرب والقبط في ملك الروم، وطول مصر من الشجرتين اللتين بين رفح والعريش إلى أسوان وعرضها من برقة إلى أيلة فهي مسيرة أربعين ليلة في أربعين ليلة.

فمن بغداد إلى مصر خمسمائة وسبعون فرسخاً يكون ألفا وسبعمائة ميل وعشرة أميال.

وفي أعلى مصر النوبة والبُجة والحبشة، وكان عثمان بن عفان صالح النوبة على أربعمائة رأس في السنة. وكان خراج مصر في أيام فرعون ستة وتسعين ألف ألف دينار وجباها عبد الله بن الحبحاب في أيام بني أمية ألفي ألف وسبعمائة ألف وثلاثة وعشرين ألفاً وثمانمائة وسبعة وثلاثين ديناراً، وحمل منها موسى بن عيسى في دولة بني العباس ألفي ألف ومائة ألف وثمانين ألف دينار.

الطريق من الفسطاط إلى المغرب من الفسطاط إلى ذات الساحل أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى ترنوط ثلاثون ميلاً، ثم إلى كوم شريك اثنان وعشرون ميلاً، ثم إلى الرافقة أربعة وعشرون ميلاً مع النيل، ثم إلى قرطسا ثلاثون ميلاً، ثم إلى كرّيَون أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى الإسكندريّة أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى بومينة عشرون ميلاً، ثم إلى ذات الحمام ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى حَنيَّة الروم أربعة وثلاثون ميلاً، ثم إلى الطاحونة ثلاثون ميلاً، ثم إلى كنائس الحديد أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى جُب العوسج لا ماء فيها إلا ماء السماء ثلاثون ميلاً، ثم إلى سكة الحمام ثلاثون ميلاً، ثم إلى قصر الشماس خمسة وعشرون ميلاً، ثم إلى خِرْبَة القوم خمسة عشر ميلاً، ثم إلى خرائب أبي حليمة خمسة وثلاثون ميلاً، ثم إلى العقبة عشرون ميلاً، ثم إلى مرج الشيخ عشرون ميلاً، ثم إلى حيّ عبد الله ثلاثون ميلاً، ثم إلى جياد الصغير ثلاثون ميلاً، ثم إلى جب الميدعان خمسة وثلاثون ميلاً، ثم إلى وادي مخيل خمسة وثلاثون ميلاً، ثم إلى جب حَليمان خمسة وثلاثون ميلاً، ثم إلى المغار خمسة وثلاثون ميلاً، ثم إلى تاكنيست خمسة وعشرون ميلاً، ثم إلى الندامة خمسة وعشرون ميلاً، ثم إلى برقة ستة أميل وهي مدينة في صحراء حمراء كأنها بسرة حسنة وحولها جبال بين الجبال والمدينة ستة أميال، قال الشاعر:

السَّفْحُ من بَرْقة أوطأتُـهُ

حيث يَحُلُّ الضبع والذيبُ 

الطريق من برقة إلى المغرب ثم من برقة إلى مليتية خمسة عشر ميلاً، ثم إلى قصر العسْل تسعة وعشرون ميلاً، ثم إلى أوبران اثنا عشر ميلاً، ثم إلى سلوق ثلاثون ميلاً، ثم إلى برسمت على الساحل أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى بلبد على الساحل عشرون ميلاً، ثم إلى أجدابية أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى حرقرة عشرون ميلاً، ثم إلى سبخة مَنْهوشا ثلاثون ميلاً، ثم إلى قصر العطِش أربعة وثلاثون ميلاً، ثم إلى اليهوديّتين أربعة وثلاثون ميلاً على البحر، ثم إلى قبر العبادي أربعة وثلاثون ميلاً، ثم إلى سُرت أربعة وثلاثون ميلاً، ثم إلى القريتين ثلاثة عشر ميلاً، ثم إلى قصور حسّان بن النعمان الغساني ثلاثون ميلاً، ثم إلى المَنْصَف أربعون ميلاً، ثم إلى تَوَرْغا أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى رغوغا عشرون ميلاً، ثم إلى وَرْداسا ثمانية عشر ميلاً، قال الشاعر:

قد لقي البربر يوماً شاسـا

وساقَها الحَيْنُ إلى وَرداسا 

ثم إلى المحتنى اثنان وعشرون ميلاً، ثم إلى وادي الرمل عشرون ميلاً، ثم إلى طرابُلُس أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى سَبْرة أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى بئر الجمّالين عشرون ميلاً، ثم إلى قصر الدَّرق ثلاثون ميلاً، ثم إلى أباردخت أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى الفوارة ثلاثون ميلاً، ثم إلى قابس مدينة الأفارقة الأعاجم ثلاثون ميلاً، ثم إلى بئر الزيتونة ثلاثة عشر ميلاً، ثم إلى كَتَانة أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى اليسر ثلاثون ميلاً، ثم إلى القَيْرَوان مدينة المخالي أربعة وعشرون ميلاً وهي مدينة إفريقية وهي في وسط المغرب وهي في يدي ابن الأغلب.

وفي يده قابس وجَلولا وسُبَيْطلة مدينة جرجير الملك وكان رومياً وبينها وبين القيروان سبعون ميلاً وزَرود وغَدامس وقلسانة وقفصة وقَصطيلية ومدينة الزاب وتهوذَة وسلمسان وودّان وطفرجيل وزغوان وتونس وبين إفريقية وبينها مرحلتان على البغال واسم مدينة تونس قرطاجَنَة وهي على ساحل البحر يحيط بسورها أحد وعشرون ألف ذراع، وبين تونس وبين بر الأندلس عرض البحر وهو هناك ستة فراسخ، ثم إلى قرطبة مدينة الأندلس مسيرة خمسة أيام.

وفي يد الرستمي الإباضي وهو ميمون بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم وهو من الفرس ويسلّم عليه بالخلافة يفترد وسلمه وسلميه وتاهرت وما والاها وبين إفريقية وبين تاهرت مسيرة شهر على الإبل.

ومدينة سبتة إلى جانب الخضراء وملك سبتة لَيمان.

وفي يدي ابن صغير البربري المصمودي خلفانة إلى وادي الرمل ووادي الزيتون وقصر الأسود بن الهيثم إلى طرابلس وما وراء ذلك إلى بحر الأندلس.

وفي يد الخارجي الصُّفري دَرْعًة وهي مدينة كبيرة كثيرة الأهل وفيها معدن فضة وهي مما يلي الجنوب إلى بلاد الحبشة ومدينة تدعى زيز.

وفي يدي إبراهيم بن محمد البربري المعتزلي مدينة تلي تاهرت تدعى أيزرج.

وفي يدي ولد إدريس بن إدريس بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب رحمة الله عليهم تلمسين ومن تاهرت إليها مسيرة خمسة وعشرون يوماً عمران كلها وطنجة وفاس وبها منزله ومن تاهرت إليها مسيرة أربع وعشرون ليلة وخلفها طنجة وخلف طنجة السوس الأدنى وهي من القيروان على ألفي ميل ومائة وخمسين ميلاً وأهلها بربر، وخلف السوس الأدنى السوس الأقصى وبينهما مسيرة نيّف وعشرون يوماً، وفي يديه وليلة ومدركة ومتروكة ومدينة زَقّور وغُزّة وغُميرة والحاجز وتاجراجرا وفنكور الخضراء وهي على البحر وعرض البحر عندها ستة فراسخ، وأوارس وما يتصل ببلاد زاغي بن زاغي والسودان العراة إلى ما يحاذيه من نواحي البحر، وليس يسلّم عليه بالخلافة وإنما يقال السلام عليك يا بن رسول الله.

وفي يدي الأموي وهو من ولد عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ما وراء البحر بلاد الأندلس وهي قرطبة وبينها وبين الساحل مسيرة خمس ليال ومن ساحل قرطبة غَرناطة إلى أربونة وفي آخر الأندلس مما يلي فِرَنْجة ألف ميل، وطليطلة وبها كان ينزل الملك ومن طليطلة إلى قرطبة عشرون ليلة، وللأندلس أربعون مدينة فمنها مارِدة وسَرَقُستة وأربونة وجِرُنْدة والبيضاء، وتجاور الأندلس فرنجة وما والاها من بلاد الشرك، والأندلس مسيرة أكثر من شهر في شهر وهي خصبة كثيرة الخير كثيرة ألفواكه. ومما يلي الشمال والروم وفرنجة من جبال الأندلس تثلج وفي آخر ذلك الوجه جبل فيه نار تتقد في حجارة وتراب لم تطفأ قط.

وكان ملك الأندلس حين فتحت يقال له لوذَريق من أهل أصبهان وبأصبهان سمى أهل قرطبة الإسبان، ويسلم على هذا الأموي السلام عليك يا ابن الخلائف وذلك أنهم لا يرون اسم الخلافة إلا لمن ملك الحرمين.

أعراض البربر هوّارة وزَناتة وأمتاهه وضَريسة ومَغيلة وورفجومة وهي من نَفْزة ووليطة ومَطْماطة وصَنْهاجة ونفزة وكُتامة ولُواتة ومُزاتة وزَبّوجة ونَفُوسة ولَمْطة وصدّينة ومصمودَة وغُمارة وقالمة وأوربة وأُتيتة وبني سِمجون وأَبْكَتَة وهي من زناتة وبني واركلان وبني يصدُران وبني وَرْتَجي وبني مَنهوسا، وكانت دار البربر فلسطين وملكها جالوت فلما قتله داود صلّى الله عليه جلت البربر إلى المغرب حتى انتهوا إلى لوبية ومراقية فتفرقت هناك فنزلت زناتة ومغيلة وضريسة وفرسنة الجبال ونزلت لواتة أرض برقة وهي أنطابلس بالرومية وهي خمس مدائن ونزلت هوارة مدينة أيلس وهي اطرابلس أي ثلاث مدائن وكانت للروم فجلت الروم إلى سقلية جزيرة في البحر ثم انتشرت البربر إلى السوس الأدنى خلف طنجة وهي مدينة قمونية من موضع القيروان على ألفي ميل ومائة وخمسين ميلاً، ثم رجع الأفارق والروم إلى مدائنهم على صلح من البربر فكرّهت البربر نزول المدن فنزلوا الجبال والرمال فعادت المدائن رومية حتى افتتحها المسلمون.

ورومية وبُرجان وبلدان الصقالب والأَبر شماليّ الأندلس.

والذي يجيء من البحر الغربيّ الخدم الصقالب والروم والإفرنجيون واللُّعْبَرْديّون والجواري الروميات والأندلسيات وجلود الخز والوبر ومن الطيب الميعة ومن الصيدنة المصطكى، ويُقلع من قعر هذا البحر بقرب فرنجة البُسّذ وهو الذي تسميه العامة المرجان.

فأما البحر الذي خلف الصقالبة وعليه مدينة تولية فليس يجري فيه مركب ولا قارب ولا يجيء منه شيء وكذلك البحر الذي فيه جزائر السعادة لا يركب فيه ولا يجيء منه شيء وهو غربيّ أيضاً.

قال: ووجدت الأرض كلها مسيرة خمس مائة عام ثلث منها عمران مسكون مأهول وثلث براري غير مسكونة وثلث بحار ووجدت أرض الحبشة والسودان مسيرة سبع سنين فأرض مصر جزء واحد من ستين جزءً من أرض السودان وأرض السودان جزء واحد من ستين جزءً من الأرض كلها.

الطريق من بغداد إلى الرقة على الموصل من بغداد إلى البردان أربعة فراسخ، ثم إلى عُكْبَرا خمسة فراسخ، ثم إلى باحَمْشا ثلاثة فراسخ، ثم إلى القادسية سبعة فراسخ، ثم إلى سرّ من رأى ثلاثة فراسخ، ثم إلى الكرخ فرسخان، ثم إلى جَبِلتا سبعة فراسخ، ثم إلى السودقانية خمسة فراسخ، ثم إلى بارِمّا خمسة فراسخ، ثم إلى السِنّ وبها الزاب الأصغر خمسة فراسخ، ثم إلى الحديثة وبها الزاب الأكبر اثنا عشر فرسخاً، ثم إلى بني طميان سبعة فراسخ، ثم إلى مدينة الموصل سبعة فراسخ.

وكور الموصل تَكرّيت وبازائها في البرية مدينة الحضر وكان ملك الحضر الساطرون بن الضّيْزَن، قال عديّ بن زيد: وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجلة تجبى إليه والخابور والطيرهان والسن والحديثة ومرج جهينة ونينوى مدينة يونس بن متى صلّى الله عليه وباجلي وباهدري وباعذري وحبتون وبانقلي وحزة وبابغاش والمغلة ورامين والحناية وباجرمي وبها خنيا سابور ودقوقا وخانيجار، وخراج الموصل أربعة آلاف ألف درهم.

الطريق من الموصل إلى نصيبين من الموصل إلى بلد سبعة فراسخ، ثم إلى باعيناتا ستة فراسخ، ثم إلى برقعيد ستة فراسخ، ثم إلى أذرمة ستة فراسخ، ثم إلى تل فراشة خمسة فراسخ، ثم إلى نصيبين أربعة فراسخ، ونصيبين مدينة ديار ربيعة.

كور ديار ربيعة نصيبين وأرزن وآمد ورأس عين وميّافارقين، قال الشاعر:

بآمد مرة وبرأس عينٍ

وأحياناً يميّافارقينـا

وماردين وباعربايا وبلد وسنجار وقَرْدى وبازبدى، قال الشاعر:

بقردى وبازبدى مصيفٌ ومربعٌ

وعذبٌ يحاكي السلسبيل بَرودُ

وطور عبدين، قال الشاعر:

مَلَكَ الحَضْرَ والفرات فما دِجْلة شرقاً فالطور من عَبْدينِ


وخراج ديار ربيعة سبعة آلاف ألف وسبع مائة ألف درهم. ومن نصيبين إلى دارا خمسة فراسخ، ثم إلى كفرتوثا سبعة فراسخ، ثم إلى رأس عين سبعة فراسخ، ثم إلى الجارود خمسة فراسخ، ثم إلى حصن مَسْلَمة ستة فراسخ، ثم إلى باجَرْوان سبعة فراسخ، قال الشاعر:

سقى الله البليخ وتلَّ بحرى

وباجروانَ قارعة الطريقِ 

ثم إلى الرقة ثلاثة فراسخ.

الطريق من نصيبين إلى أرزن ذات اليمين من نصيبين إلى دارا خمسة فراسخ، ثم إلى كفرتوثا سبعة فراسخ، ثم إلى قصر بني نازع ستة فراسخ، ثم إلى آمد وهي على دجلة سبعة فراسخ، ثم إلى ميّافارقين خمسة فراسخ، ثم إلى أرزن سبعة فراسخ.

الطريق من آمد إلى الرقة ذات اليسار من آمد إلى شِمشاط سبعة فراسخ، ثم إلى تل جفر خمسة فراسخ، ثم إلى جرنان ستة فراسخ، ثم إلى بامقدا خمسة فراسخ، ثم إلى جُلاّب سبعة فراسخ، ثم إلى الرُّها أربعة فراسخ، ثم إلى حرّان أربعة فراسخ، ثم إلى تل مَحْرا أربعة فراسخ، ثم إلى باجَروان سبعة فراسخ، ثم إلى الرقة ثلاثة فراسخ.

الطريق من بلد إلى سنجار ثم إلى قَرْقيسيا ذات اليسار من بلد إلى تل أعفر خمسة فراسخ، ثم إلى سِنجار سبعة فراسخ، ثم إلى عين الجبال خمسة فراسخ، ثم إلى سُكَيْر العبّاس على الخابور تسعة فراسخ، ثم إلى ألفدَين على الخابور خمسة فراسخ، ثم إلى ماكسين على الخابور ستة فراسخ، ثم إلى قرقيسيا وهي على الفرات والخابور سبعة فراسخ.

الطريق من الرقة إلى الثغور الجزرية وهي سلغوس وكَيسوم وشِمشاط وملطيّة وزِبَطرة والحَدَث ومَرْعَش وبينهما ثلاثون ميلاً وكَمْخ وحصن منصور وقُورس ودُلوك ورَعْبان.

فمن الرقة إلى عين الرومية ستة فراسخ، ثم إلى تل عبدا سبعة فراسخ، ثم إلى سَروج سبعة فراسخ، ثم إلى المُزَنيّة ستة فراسخ، ثم إلى سُمَيْساط سبعة فراسخ، ثم إلى حصن منصور ستة فراسخ، ثم إلى ملطيّة عشرة فراسخ، ثم إلى زبطرة خمسة فراسخ، ثم إلى الحدث أربعة فراسخ، ثم إلى مرعش خمسة فراسخ، ثم إلى عَمق مرعش والعمق كل مرج حوله جبال، ومن ملطية إلى كمخ أربعة فراسخ.

الطريق من عين التمر إلى بُصرى قال الشاعر:

صَبّحْنَ عند الشمسِ عين التمرِ

يَدُسْنَ كلَّ غَـيْضَة ونـهْـرِ

فمن عين التمر إلى الأخدمية، ثم إلى الخفيّة، ثم إلى الخلط، ثم إلى سُوى، قال:

لله عينا رافع أنّى اهتـدى

فوّز من قُراقرٍ إلى سُوى 

ثم إلى الأجيفر، ثم إلى الغرّبة، ثم إلى بصرى.

الطريق من الجزيرة إلى الساحل من الرقة إلى دَوسَر، ثم إلى داقين، ثم إلى جسر منبج، قال كعب بن جُعَيل:

من جسر منبجَ أضحى غِبَّ عاشرة

في نخلِ مسكِنَ تُتْلى حولَهُ السّوَرُ

ثم إلى منبج، ثم إلى حلب، ثم إلى الأثارِب، ثم إلى عَمْق، ثم إلى أنطاكية، ثم إلى اللاذقية، ثم إلى جبَلَة، ثم إلى أطرابُلُس الشأمية، ثم إلى بيروت، ثم إلى صيدا، ثم إلى صور، ثم إلى قَدَس، ثم إلى قيسارية، ثم إلى أرسوف الشأمية، ثم إلى يافا، ثم إلى عسقلان، ثم إلى غزة.

الطريق من الرقة إلى حمص ودمشق على الرصافة من الرقة إلى الرصافة أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى الزّرّاعة أربعون ميلاً، ثم إلى القسطل ستة وثلاثون ميلاً، ثم إلى سلمية ثلاثون ميلاً، ثم إلى حمص أربعة وعشرون ميلاً، ثم إلى شمسين ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى قارا اثنان وعشرون ميلاً، ثم إلى النبك اثنا عشر ميلاً، ثم إلى القطيفة عشرون ميلاً، ثم إلى دمشق أربعة وعشرون ميلاً.

الطريق من حمص إلى دمشق على بعلبك وهو طريق البريد من حمص إلى جوسية أربع سكك، ثم إلى بعلبك ست سكك، ثم إلى دمشق تسع سكك.

الطريق من الكوفة إلى دمشق من الحيرة إلى القُطْقُطانة، ثم إلى البُقعة، ثم إلى الأبيض، ثم إلى الحوشي، ثم إلى الجمع، ثم إلى الخطي، ثم إلى الجبة، ثم إلى القلوفي، ثم إلى الرواري، ثم إلى الساعدة، ثم إلى البقيعة، ثم إلى الأعناك، ثم إلى أذرِعات، ثم إلى منزل، ثم إلى دمشق.

السكك من حلب إلى الثغور الشأمية من حلب إلى قِنَّسرين سبع سكك، ثم إلى أنطاكية أربع سكك، ثم إلى الإسكندريّة أربع سكك، ثم إلى المصّيصة سبع سكك، وجيحان يشتقها واسم المصيصة مابْسُبَسْتيا، ومن المصيصة إلى أذنة ثلاث سكك واسم أذنة أدانم وهي على سَيْحان، قال الشاعر:

يا من جبالُ الرومِ دونَ لقـائهِ

وعِقابها ومخاضتا سَـيْحـانِ

فالدربُ مُعترِضاً ففرجُ طُوانة

فهِرَقْلة فالحصن حِصنُ سِنانِ

ثم من أذنة إلى طرسوس خمس سكك، واسم طرسوس بالرومية تارسم، قال أبو سعيد:

خلّفوه بعرصتَيْ طرسوسِ

مثلَ ما خلّفوا أباه بطوسِ

وقال فرج بن عثمان المقسمي:

يا ليتها قد هبطت طرسوسا

ووردت نهراً بها مأنوسـا

تحمل خوداً سَكَنَتْ تَعْروسـا

من الرّقيمات الحِسان الميسا 

كلَّ رَداحٍ تسلُبُ النفوسا

عوادل الثغور الشأمية عين زَرْبَة والهارونية وكنيسة السوداء وتل جُبَيْر من طرسوس على ثمانية أميال.

درب السلامة والطريق إلى خليج القُسطنطينية من طرسوس إلى العُلَّيق اثنا عشر ميلاً، ثم إلى الرَّهوة ثم إلى الجوزات اثنا عشر ميلاً، ثم إلى الجردقوب سبعة أميال، ثم إلى البَذَنْدون سبعة أميال، قال محمد بن عبد الملك:

يوم البذندون كما أنهـا

جاءتك في يوم البذندونِ 

ثم إلى معسكرّ الملك على حمة لؤلؤة والصفصاف عشرة أميال، وتصير إلى معسكرّ الملك وقد قطعت الدرب وأصحرت، ومن المعسكرّ إلى وادي الطَّرفاء اثنا عشر ميلاً، ثم إلى منى عشرون ميلاً، ثم إلى نهر هرقلة اثنا عشر ميلاً، قال العباس بن الأحنف:

هَوَتْ هِرَقْلَة لما أنْ رأتْ عجباً

جواثماً ترتمي بالنفط والنـارِ

ثم إلى مدينة اللبن ثمانية أميال، ثم إلى رأس الغابة خمسة عشر ميلاً، ثم إلى المسكنين ستة عشر ميلاً، ثم إلى عين برغوث اثنا عشر ميلاً، ثم إلى نهر الأحساء ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى ربض قونية ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى العَلَميْن خمسة عشر ميلاً، ثم إلى أبرومسمانة عشرون ميلاً، ثم إلى وادي الجوز اثنا عشر ميلاً، ثم إلى عَمّورية اثنا عشر ميلاً.

وطريق آخر من العَلَميْن إلى قرى نصر الإفريطي خمسة عشر ميلاً، ثم إلى رأس بحيرة الباسليون عشرة أميال، ثم إلى السند عشرة أميال، ثم إلى حصن سنادة ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى معل خمسة وعشرون ميلاً، ثم إلى غابة عمورية ثلاثون ميلاً، ثم إلى قرى الحراب خمسة عشر ميلاً، ثم إلى صاغري نهر عمورية ميلان، وكان المعتصم أخرب أنقرة وفتح عمورية، قال حسين بن الضحاك:

لم تبق من أنقرة نـقـرة

واجتحتَ عمورية الكبرى 

ثم إلى العلج اثنا عشر ميلاً، ثم إلى فلامي الغابة خمسة عشر ميلاً، ثم إلى حصن اليهود اثنا عشر ميلاً، ثم إلى سندابري ثمانية عشر ميلاً، ثم إلى مرج حُمُر الملك بدَروليَة خمسة وثلاثون ميلاً، ثم إلى حصن غروبُلي خمسة عشر ميلاً، ثم إلى كنائس الملك ثلاثة أميال، ثم إلى التلول خمسة وعشرون ميلاً، ثم إلى الأكوار خمسة عشر ميلاً، ثم إلى ملاجِنَة خمسة عشر ميلاً، ثم إلى اصطبل الملك خمسة أميال، ثم إلى حصن الغبراء ثلاثون ميلاً، ثم إلى الخليج أربعة وعشرون ميلاً، ونيقية بإزار الغبراء ومن نيقية يحمل البقل إلى قسطنطينية وبينهما ثلاثون ميلاً.

وطريق آخر من البذندون إلى الكرّم ثم إلى النوبة ثم إلى الكنائس التي عن يمين كوكب، ثم إلى وفرة، ثم إلى بليسة، ثم إلى مرج الأُسقُف، ثم إلى فلغري، ثم إلى قرية الأصنام، ثم إلى وادي الريح، ثم إلى نمرطي، ثم إلى الصيد، ثم إلى عاينوا، ثم إلى مودويس، ثم إلى مخاضة، ثم إلى قرية الجوز، ثم إلى الغطاسين، ثم إلى البطريق، ثم إلى مرج ناقوليّة، ثم إلى دنوس، فمنه طريق إلى درولية وطريق آخر متياسر منه إلى حصن بلومين، ثم منه إلى قُطَيّة فتياسر إلى الرُّنداق، ثم إلى أبدوس على المضيق، ثم إلى خليج القسطنطينية، وهو البحر الذي يدعى بُنْطُس يجيء من بحر الخزر وعرض فوهته هناك ستة أميال، وعند مدخله هناك مدينة تدعى مُسَنّاة والخليج غربيّ يجري جرياً حتى يمر بقسطنطينية على ستين ميلاً، من مدخله، قال أبي حفصة:

أطَفْتَ بقُسطنطينية الرومِ مُسـنـدِاً

إليها القَنا حتى اكتسى الذُّلَّ سورُها 

وعرضه عنده أربعة أميال، فإذا بلغ موضعاً يدعى أبِدُس صار بين جبلين وضاق حتى يكون عرضه غلوة سهم وبين أبدس وبين قسطنطينية مائة ميل في مستوى من الأرض، وبأبدس عين مَسلَمة بن عبد الملك حيث حصر قسطنطينية، ويمر الخليج حتى يصب إلى بحر الشأم وعرضه عند مصبه أيضاً قدر غلوة سهم يكلم الرجل الرجل على شطيه وهناك صخرة عليها برج فيه سلسلة تمنع سفن المسلمين من دخول الخليج، وطول الخليج كله من بحر الخزر إلى بحر الشأم ثلاثمائة وعشرون ميلاً، والسفن تنحدر فيه من جزائر بحر الخزر وتلك النواحي وتصعد فيه من بحر الشأم إلى القسطنطينية.

فأمّا سائر بلاد الروم فأوّلها من المغرب رومية وسقلّيّة وهي في جزيرة وكانت رومية دار ملكهم ونزلها من ملوكهم تسعة وعشرون ملكاً ونزل نُقموديَّة منهم ملكان ونقمودية دون الخليج وبينها وبين قسطنطينية ستون ميلا، وملك بعدهما ملكان آخران برومية، ثم ملك أيضاً برومية قسطنطين الأكبر ثم انتقل إلى بزنطية وبنى عليها سوراً وسماها قسطنطينية فهي دار ملكهم إلى اليوم، وذكر أن الخليج يطيف بها من وجهين مما يلي المشرق والشمال وجانباها الغربيّ والجنوبيّ في البر وسمك سورها الكبير إحدى وعشرون ذراعاً وسمك سورها القصير عشرة أذرع وسمك القصير مما يلي البحر خمسة أذرع وبينها وبين البحر فرجة نحو خمسين ذراعاً ولها في البر من الجانب الجنوبيّ أبواب كثيرة للحرب منها باب الذهب وهو باب مضبّب بالحديد المموّه بالذهب ولها نحو من مائة باب، وذكرّ أن البطارقة الإثني عشر مع ملكهم بقسطنطينية ومن خيلها أربعة آلاف ورجّالتها أربعة آلاف.

وذكرّ أن مسلم بن أبي مسلم الجَرْمي قال أن عمال الروم التي يوليها الملك عماله أربعة عشر عملاً منها خلف الخليج ثلاثة أعمال أولها عمل طافلا وهو بلد القسطنطينية وحدّه من المشرق الخليج إلى بحر الشأم ومن المغرب السور المبني من بحر الخزر إلى بحر الشأم وطوله مسيرة أربعة أيام وهو من قسطنطينية على مسيرة يومين ومن الجنوب بحر الشأم ومن الشمال بحر الخزر، والعمل الثاني خلف هذا العمل هو عمل تَراقيَة وحدّه من المشرق السور ومن الجنوب عمل مقدونية ومن المغرب بلاد بُرجان ومن الشمال بحر الخزر وطوله مسيرة خمسة عشر يوماً وعرضه مسيرة ثلاثة أيام وفيه عشرة حصون، والعمل الثالث عمل مقدونية وحدّه من المشرق السور ومما يلي الجنوب بحر الشأم ومن المغرب بلاد الصقالبة ومن الشمال بُرجان وطوله مسيرة خمسة عشر يوماً وعرضه مسيرة خمسة أيام وفيه ثلاثة حصون.

ودون الخليج أحد عشر عملاً عمل أفلاجونِيَة وفيه خمسة حصون، عمل الأُفطي ماطي وتفسيره الأذن والعين وفيه ثلاثة حصون ومدينة نُقموديّة وهي اليوم خراب، وعمل الأُبسيق وفيه مدينة نيقية ولها عشرة حصون والبحر من نيقية على ثمانية أميال ولها بحيرة عذبة تكون اثني عشر ميلاً طولاً وفي البحيرة ثلاثة أجبل ومن المدينة إلى البحيرة باب صغير فإذا دهمهم خوف أخرجوا الذّراري من الحصن إلى الزواريق في البحيرة فحملوهم والحقوهم بالجبال التي في البحيرة، وعمل ترْقسيس وفيه من الحصون أفسيس في رستاق الأواسي وهي مدينة أصحاب الكهف وأربعة حصون وقد قرئ في مسجدهم كتاب بالعربية بدخول مَسْلمة بلاد الروم. فأما أصحاب الرقيم فبخَرمة رستاق بين عمورية ونيقية، وكان الواثق بالله وجّه محمد بن موسى المنجّم إلى بلاد الروم لينظر إلى أصحاب الرقيم وكتب إلى عظيم الروم بتوجيه من يوقفه عليهم فحدّثني محمد بن موسى أن عظيم الروم وجّه معه من صار به إلى قُرّة ثم سار أربع مراحل وإذا جبيلٌ قطر أسفله أقل من ألف ذراع وله سرب من وجه الأرض ينفذ إلى الموضع الذي فيه أصحاب الرقيم، قال: فبدأنا بصعود الجبل إلى ذروته فإذا بئر محفورة لها سعة تبيّنّا الماء في قعرها ثم نزلنا إلى باب السرب فمشينا فيه مقدار ثلاثمائة خطوة فصرنا إلى الموضع الذي أشرفنا عليه فإذا رواق في الجبل على أساطين منقورة وفيه عدّة أبيات منها بيت مرتفع العتبة مقدار قامة عليه باب حجر منقور فيه الموتى ورجل موكّل بحفظهم ومعه خصيان روقة وإذا هو يحيد عن أن نراهم أو نفتشهم ويزعم أنه لا يأمن أن يصيب من التمس ذلك آفة يريد التمويه ليدوم كسبه بهم فقلت له دعني أنظر إليهم وأنت بريء فصعدت بشمعة غليظة مع غلامي فنظرت إليهم في مسوح تتفرّك في اليد وإذا أجسادهم مطليّة لاصبر والمرّ والكافور ليحفظها وإذا جلودهم لاصقة بعظامهم غير أني أمررت يدي على صدر أحدهم فوجدت خشونة شعره وقوّة نباته وأحضر الموكّل بهم طعاماً وسألنا الغداء عنده فلما ذقنا طعامه أنكرّنا أنفسنا فتهوّعنا وإنما أراد أن يقتلنا أو يُغصَّنا فيصح له ما كان يدّعيه عند ملك الروم من أنهم اصحاب الرقيم، فقلنا له إنما ظننَّا أنك ترينا موتى يشبهون الأحياء وليس هؤلاء كذلك.

وعمل الناطُلُوس وتفسيره المشرق وهو أكبر أعمال الروم وفيه مدينة عمّورية وعدد بروجها أربعة وأربعون برجاً ومن الحصون العلَمَين ومرج الشحم وبُرغوث والمسكنين وثلاثون حصناً والثن والمسبطلين، وعمل خرسٍيون يلي درب ملطية وفيه من الحصون خرْشَنة وأربعة حصون، وعمل البقلاّر وفيه مدينة أنقرة وصَمله وثلاثة عشر حصناً، ويليه عمل الأرمنياق وفيه من الحصون قُلونِية وستة عشر حصناً، وعمل خَلديَة وحدُّه إرمينية وفيه ستة حصون، وعمل سلوقية من ناحية بحر الشأم إلى طرسوس واللاّمس ويتولاه عامل الدروب وفيه من الحصون سلوقية وعشرة حصون، وعمل القبادق وحدّه جبال طرسوس وأذَنَة والمصّيصة وفيه من الحصون قرّة وحصين وأنطيغوا والأجرب وذو الكلاع وهو جبل عليه قلاع فسمّته العرب ذا القلاع ثم انحرف الإسم إلى ذي الكلاع واسمها جُسْطَرون وتأويلها مناغية الكوكب وأربعة عشر حصناً، ومن المطامير ماجدة وبلنسة وملندسة وقونية وملقوبية وبدالة وبارنوا وسالمون وتفسير ملقوبية مقطع الأرحاء تقطع حجارة الأرحاء من جبالها.

ومن البطارقة بالروم اثنا عشر بطريقاً لا ينقصون ولا يزيدون ستة منهم مقيمون بالقسطنطينية بحضرة الطاغية وستة في الأعمال بطريق عمورية، بطريق أنقرة، بطريق الأرمنياق، بطريق تراقية وهي خلف قسطنطينية مما يلي برجان، وبطريق سقلية وهي جزيرة عظيمة ومملكة واسعة بإزاء إفريقية، وبطريق سردانية وهو صاحب جزائر البحر كلها.

ومدينة الروم العظمى التي هي حرزهم قسطنطينية وتسمى البذروم والملك أكبر الروم في أنفسهم وأعزه عليهم، وليس الملك فيهم وراثة، ولا كتاب متبع، إنما هو غلبة، وقد ملكهم رجال ونساء، وملكهم يدعى باسيلي ولباسه ألفرفير صنف من الحرير فيه لمع إلى السواد قليلا، لا يلبس ألفرفير والخف الأحمر إلا الملك ومن تعرض لذلك قتل ومن ذكرّ له الملك لبس خفّاً أحمر وخفّاً أسود، ولهذه المدينة البذروم أربعمائة رجل لباسهم الطيالسة الخضر المزوّرة بالذهب وهم لمشورة الملك والقيام بأمره وأمر البطارقة، منهم من يتولّى أمر القسطنطينية وحجابة الملك وهؤلاء يسلّون السيف على ولد إسماعيل ويرون القتل وربما ضربوا الأسارى بألفؤوس والحجارة وألقوهم في ألفرن وهو مستوقد نار، والخيل المقيمة على باب الملك أربعة آلاف فارس وأربعة آلاف راجل. ولمعسكرّ الملك مقيماً كان أو راحلاً أربعة بنود عليها أربعة بطارقة في الخيل كتيبة كل واحد منهم اثنا عشر ألفاً ستة آلاف مرتزق وستة آلاف شاجرد، فإن خرج الملك نحو بلاد العرب عسكرّ بدَروليَة على أربعة أيام من قسطنطينية وهو مجمع العرب والروم وهو مرج أفيح أخضر فيه نهر صافٍ عرضه نحو من ثلاثين ذراعاً يخرج من عيون ويصب في صاغري البحر الأخضر ويصب الصاغري في البحر الأعظم في قفا قسطنطينية وفي ذلك حمّات ماءٍ سخن عذب وقد وضعت عليها الملوك البناء والأزاج يسع البيت ألف إنسان وهي سبعة أبيات فيها من الماء إلى صدر الإنسان يجري فيصير فضوله إلى بحيرة.

ويخرج الخارج من درب السلامة فينزل العلَّيق ثم ينزل الجوزات ثم الجردقوب ثم حصن الصقالبة ثم الرهوة ثم البذَندون وعين البذَندون التي مات عليها المأمون تدعى راقة تخرج من مثل الباب العظيم مملوءة ماءً بارداً لا يطاق من برده لم أر عيناً أعظم منها، ثم تسلك منها في ألفرجَين تخوض النهر نحواً من عشرين مرّة حتى تأتي الحمّة وتجوز عقبة ليّنة ثم تظهر لك لؤلؤة ثم تسلك إلى قلعة ثم تسلك إلى ولية وهي بحيرة المسكنين ثم تأتي هوتة الرقيم وهي خسف في الأرض يكون مقدار مائتي ذراع في مائتي ذراع مشقوقة في وسطها بحيرة حولها أشجار وحول الأشجار في اصل الجبل بيوت ومساكن وهي مخرج أكثر من مائة رجل ولها باب في الجبل تحت الأرض يخرجك إلى الوادي والناس حولها ينظرون إلى جوفها مثل القصعة، واخرجوا إلى علي بن يحيى جرَّة من ماء البحيرة وخبز فرنيّة وجبنة هديّة وقالوا نحن ضعفى الروم لا نقاتل إنما نخدم هؤلاء القوم الذين جعلهم الله هاهنا والقوم في مغارة يُصعد إليها من أرض الهوتة بسلّم لعلَّه أن يكون ثمانية أذرع ونحو ذلك، فإذا هم ثلاثة عشر رجلاً وفيهم غلام أمرد عليهم جباب صوف وأكيسة صوف وعليهم خفاف ونعال فتناولت شعرات في جبهة أحدهم فمددتها فما تبعني منها شيء.

وخراج الروم مساحة على كل مائتي مدى ثلاثة دنانير في كل سنة والمدى ثلاثة مكاكيك ويأخذ عشر الغلات فيصير في الأهراء للجيوش ويأخذ من اليهود والمجوس ديناراً في السنة ويؤخذ من كل بيت يوقد فيه نار في السنة ستة دراهم، وثمار الروم تدرك في السهل والجبل في إيلول، وديوانه مرسوم على مائة ألف وعشرين ألف رجل على كل عشرة آلاف رجل بطريق، مع كل بطريق طُرماخان، كل طرماخ على خمسة آلاف رجل، ومع كل طرماخ خمسة طُرُنجارين، كل طرنجار على ألف رجل، ومع كل طرنجار خمسة قمامسة كل قومس على مائتين ومع كل قومس خمسة قُنطرخين كل قنطرخ على أربعين مع كل قنطرخ أربعة داقَرخين كل داقرخ على عشرة رجال، والعطا مختلف أكثره أربعون رطلاً ذهباً إلى ستة وثلاثين رطلاً إلى أربعة وعشرين رطلاً إلى اثني عشر إلى ستة أرطال إلى رطل، وأعطيات الجند ما بين ثمانية عشر ديناراً إلى اثني عشر ديناراً، هذا مرسوم لهم في كل سنة، وإنما يعطون ذلك في كل ثلاث سنين، وربما كان في أربع سنين، وربما كان في خمس سنين، وربما كان في ست سنين عطاءً واحداً، وأكبر البطارقة خليفة الملك ووزيره ثم اللُّغثيط صاحب ديوان الخراج وصاحب عرض الكتب والحاجب وصاحب ديوان البريد ثم القاضي ثم صاحب الحرس ثم المرقّب.

وجزائر الروم المشهورة قبرس ودورها اثنا عشر يوماً، وجزيرة إقريطِش ودورها خمسة عشر يوماً، وجزيرة الذهب وبها كان يُخصى الخدم، وجزيرة الفضّة، وجزيرة سقلّية ودورها خمسة عشر يوماً.

قال العالم ببلاد الروم أعطيات الرؤساء ما بين ثلاثة أرطال ذهب إلى رطل، والرطل تسعون مثقالاً، وإنما يقبض الروم في ديوانها الغلمان المردان فيأخذ الغلام في السنة الأولى ديناراً وفي الثانية دينارين، وفي الثالثة ثلاثة دنانير حتى يتم اثنتي عشرة سنة فيأخذ اثني عشر ديناراً.

وبريد الروم براذين لطاف محذَّفة الأذناب خفاف وحلبتهم غرّة آذار، يُجري الملك خيله وخيل أمرائه بباب الذهب وهي خيل بين فرسين عجلة عليها الغلمان الوصفاء قيام بالسماط.

وليس للروم في عساكرّهم أسواق إنما يحمل الرجل من منزله كعكه وزيته وخمره وجبنه.

والطريق المتياسر من لؤلؤة إلى وادي الطَّرفاء، ثم إلى هرَقلة، ثم إلى زبرلة، ثم إلى سدرية، ثم إلى برغوث، ثم إلى الإحساء، ثم إلى قونية، ثم تدخل وادي ذمارى إلى قرية دقلياس، ثم إلى قرية البرج، ثم إلى ملس قومس، ثم تأتي العلمين، ثم تصير إلى قريات قطيّة، ثم تصير إلى إيلمى، ثم تصير إلى درولية وهي مجمع العساكرّ للعرب والروم، ثم إلى حصن عرندسي، ثم إلى قرية أفرسوس، ثم إلى باسلاقين وملاجِنة وهي اصطبلات الملك وموضع ثقله وميرته، ثم إلى بحيرة نيقية، ثم تنحدر منه إلى نُقموديّة، ثم إلى المعابر، ثم إلى الأرنبة وهي بلاد الملك.

ومن أراد عمّورية من درب السلامة فعلى لؤلؤة، ثم إلى نهر الطرفاء، ثم إلى خربة فارطة، ثم إلى حصن قنّة، ثم إلى عبقرسون، ثم إلى حبر فرنية الأعلى، ثم تاتي بلاد الهدى، ثم تاتي فتلق وقرية تدعى فارطة، ثم تاتي عبرة كناص ثم تأتي لاطة، ثم تاتي عمورية.

صفة رومية وما فيها من العجائب لها ثلاثة جوانب منها الشرقيّ والجنوبيّ والغربيّ في البحر، والجانب الشماليّ يلي البر، وطولها من الباب الشرقيّ إلى الباب الغربيّ ثمانية وعشرون ميلاً ولها حائطان من حجارة بينهما فضاء ستون ذراعا، وعرض السور الداخل اثنتا عشرة ذراعاً وسمكه اثنتان وسبعون ذراعاً وعرض السور الخارج ثماني اذرع وسمكه اثنتان وأربعون ذراعا، وفيما بين السورين نهر مغطّى ببلاط نحاس طول كل بلاطة ست وأربعون ذراعاً يقال لهذا النهر قسطيطالس، وبين باب الذهب وباب الملك اثنا عشر ميلاً وسوق الطير بها فرسخ وسوق مادّة من الباب الشرقيّ إلى الباب الغربيّ بثلث أصطوانات وحنيَّتا الوسطى منهن بعمد نحاس أصفر رومي قصبة العمود وقاعدته ورأسه مفرّغ منه، وفيه حوانيت التجار، وسمك الأعمدة ثلاثون ذراعا، ومقدم هذه الأعمدة والحوانيت نقير نهر من نحاس أصفر من شرقيّها إلى غربيّها يجري فيه لسان من البحر وتجري السفن فيه بحمولتها فتجيء السفينة بما فيها حتى تقف على حانوت المشتري.

وحدّثني ابو بكرّ بن عمر القرشي وعبد الله بن أبي طالب القرشيّ من كورة تونس بالمغرب قالا أن بمنارة اسكندرية ثلاثمائة بيت وستة وستين بيتاً دائرة بها والمسجد بها في أعلاها، ويركب الفارس والفارسان إلى أعلاها بغير دراج إنما يدور الفرسان والرجالة إلى أعلاها مثل منارة سرّ من رأى، وهي على ساحل البحر يضرب موجه أساسها ولا يجتاز مركب إلا تحتها ويدخل البلاد.

وفي داخل المدينة كنيسة بنيت على اسم بطرس وبولس الحواريّين وهما فيها في جرن، وطول هذه الكنيسة ثلاثمائة ذراع وعرضها مائتا ذراع وسمكها ثمانون ذراعاً مبنية بقناطر نحاس أصفر وأركان نحاس أصفر مفرّغة،وسقف هذه الكنيسة وحيطانها من نحاس أصفر رومي، وبرومية ألف ومائتا كنيسة وأسواقها كلها مبلّطة برخام أبيض، وفيها أربعون ألف حمّام، وفيها كنيسة شُبّهت ببيت المقدس طولها ميل فيها مذبح يقرَّب عليه القربان من زمرّد أخضر طوله عشرون ذراعاً وعرضه ست أذرع يحمله اثنا عشر تمثالاً من ذهب إبريز طول كل تمثال منها ذراعان ونصف، ولكل تمثال عينان من ياقوت أحمر تضيء منها الكنيسة ولهذه الكنيسة ثمانية وعشرون باباً من ذهب إبريز عظام وألف باب من نحاس أصفر مفرّغ سوى أبواب أبنوس وأبقسيون واصناف جيّد الخشب المنقوش الذي لا يُدرى ما قيمته، وحول سور رومية ألف ومائتان وعشرون عموداً فيها رهبان.

قال عبد الله بن عمرو بن العاص: عجائب الدنيا أربع، ممراة كانت معلقة بمنارة الإسكندريّة كان يجلس الرجل تحتها فيرى من بالقسطنطينية وبينهما عرض البحر.

وفرس من نحاس كان بأرض الأندلس قائلاً بكفيه كذا باسطاً يده أي ليس خلفي مسلك فلا يطأ تلك الأرض أحد إلا ابتلعته النمل.

ومنارة من نحاس عليها راكب من نحاس بأرض عاد فإذا كانت الأشهر الحرم هطل منها الماء فشرب الناس وسقوا وصبّوا في الحياض فإذا انقضت الأشهر الحرم انقطع ذلك الماء.

وشجرة من نحاس عليها سودانية من نحاس بأرض رومية، فإذا كان أوان الزيتون صفرت السودانية التي من نحاس فتجيء كل سودانية من الطيّارات بثلاث زيتونات زيتونتين برجليها وزيتونة بمنقارها حتى تلقيها على تلك السودانية النحاس فيعصر أهل رومية ما يكفيهم لآدامهم وسرجهم سنتهم إلى قابل.

سكك طريق المغرب من سرّ من رأى إلى جَبِلتا سبع سكك، ثم إلى السن عشر سكك، ثم إلى الحديثة تسع سكك، ثم إلى الموصل سبع سكك، ثم إلى بلد أربع سكك، ثم إلى أذْرمة تسع سكك، ثم إلى نصيبين ست سكك، ثم إلى كفرتوثا ست سكك، ثم إلى رأس عين عشر سكك ثم إلى الرقّة خمس عشرة سكة، ثم إلى النقيرة عشر سكك، ثم إلى منبج خمس سككن ثم إلى حلب تسع سكك، ثم إلى قنّسرين ثلاث سكك، ثم إلى صوّرى عشر سكك، ثم إلى حماه سكّتان، ثم إلى حمص أربع سكك، ثم إلى جوسيَة أربع سكك، ثم إلى بعلبَكّ ست سكك، ثم إلى دمشق تسع سكك، ثم إلى دير أيوب سبع سكك، ثم إلى الطبرية وهي قصبة الأردن ست سكك، ثم إلى اللّجون أربع سكك، ثم إلى الرملة وهي قصبة فلسطين تسع سكك، ثم إلى الجفَار سبع عشرة سكة، ثم إلى البارورية تسع عشرة سكة، ثم إلى الفسطاط، ومن الفسطاط إلى الإسكندريّة ثلاث عشرة سكة، ثم إلى جب الرمل مما يلي برقة ثلاثون سكة.

ومما يلي برقة فوق طرسوس على ساحل البحر من مدن الروم الخراب قلمْيَة على ستة عشر ميلاً من طرسوس، ثم قرقش على عشرة أميال من قلمية، ثم قراسية على أربعة أميال من قرقس، ثم اسكندرية على اثني عشر ميلاً من قراسية، ثم سبسطية على أربعة أميال من اسكندرية ، ثم سلوقية على أربعة أميال من البحر في مرج، ثم نبيك وهو حصن على جبل.

ورووا أن الروم لما أخربت بيت المقدس كتب الله عليهم السبي في كل يوم فليس يمر يوم من أيام الدهر إلاّ وأمة من الأمم المطيفة بالروم يسبون من الروم إنساناً، وإن يعقوب النبي صلى الله عليه كان يفرق من أخيه العيص فرقاً شديداً فأوحى الله إليه لا تخف فإني أحفظك كما حفظت أباك، فأعطى يعقوب العيص عشر غنمه رعباً والتماساً لدفع معرّته، وكانت غنم يعقوب عليه السلام خمسة آلاف وخمسمائة شاة، فكان العشر خمسمائة وخمسين فأوحى الله إلى يعقوب عليه السلام لم تطمئن إلى قولي فأعطيت عشر غنمك العيص فكذلك أجعل ولد العيص يملكون ولدك خمسمائة وخمسين عاماً فكان ذلك منذ يوم أخربت الروم بيت المقدس واستعبدت بني إسرائيل إلى أن فتح عمر بن الخطاب رحمة الله عليه بيت المقدس ونفى عنه الروم.

انقضى خبر المغرب.