لأمر فيه يرتفع السحاب

لأمرٍ فيهِ يرتفعُ السحابُ

​لأمرٍ فيهِ يرتفعُ السحابُ​ المؤلف مصطفى صادق الرافعي


لأمرٍ فيهِ يرتفعُ السحابُ
ولا يسمو إلى الأفقِ الترابُ
وما استوتِ النفوسُ بشكلِ جسمٍ
وهل ينبيكَ بالسيفِ الترابُ
وما سيانَ في طمعٍ وحرصٍ
إذا ما الكلبُ أشبههُ الذئابُ
رأيتُ الناسَ كالأجسادِ تعلو
لعزتِها على القدمِ الرقابُ
فليسَ من العجيبِ سموُّ أنثى
على رجلٍ تُرَجِّلُهُ الثيابُ
ولو نفساهما بدتا لعيني
لما ميزتُ أيّهما الكعابُ
إنَّ لباطنِ الأشياءِ سرّاً
بهِ قد أعجزَ الأسدَ الذئابُ
فيا لرجالِ قومي من شموسٍ
إذا قُرِنوا بها انقشعَ الضبابُ
نساءٌ غيرَ أنَّ لهنَّ نفساً
إذا همّتْ تسهلتِ الصعابُ
فإن تلقَى البحار تكنْ سفينا
وإن تردِ السما فهي الشِّهابُ
ضعافٌ غيرَ أنَّ لهنَّ رأياً
يسددهُ إلى القصدِ الصوابُ
وما من شيمةٍ إلا وفيها
لهنَّ يدٌ محامدها خضابُ
وقومي مثلُ ما أدري وتدري
فهمْ لسؤالِ شاعرهمْ جوابُ
رجالٌ غيرَ أنَّ لهمْ وجوهاً
أحقُّ بها لعمرهمُ النّقابُ
غطارفةٌ إذا انتسبوا ولكن
إذا عُدُّوا تصعلكَ الانتسابُ
جدودهمُ لهم في الناسِ مجدٌ
وهمْ لجدودهمْ في الناسِ عابُ
ومن يقلِ الغرابُ ابنُ القماري
يكذبهُ إذا نعبَ الغرابُ
عجيبٌ والعجائبُ بعدُ شتَّى
بأنّا في الورى شيءٌ عجابُ
تقدمنا النسا ونفوسُ قومي
من اللائي عليهنَّ الحجابُ
وما غيرُ النفوسِ هي البرايا
وأنثاها أو الرجلِ الإهابُ