لئن هجرتك بعد الوصل أروى

لئن هجَرتْك بعد الوَصْل أرْوَى

​لئن هجَرتْك بعد الوَصْل أرْوَى​ المؤلف أبو نواس


لئن هجَرتْك، بعد الوَصْل، أرْوَى،
فلمْ تهـجُـرْكَ صـافيَـةٌ عُـقـــارُ
فـخذْها من بناتِ الكرْمِ، صِـرْفـاً،
كعينِ الـديكِ يعلوها احـمـرَارُ
شــراباً، إنْ تُـزاوِجْـهُ بـمـــاءٍ
تــوَلّـدَ منـهُـمـا دُرَرٌ كِــبـــــارُ
طبيخُ الشمسِ، لم تطْبُخْهُ قِدْرٌ
بماءٍ، لا ولم تلْذَعْه نارُ
على أمثـالها كـانتْ لِـكِـسْـرى
أنوشِرْوانَ تتَّجِرُ التّجَارُ
إذا المخْـمـورُ بـاكـرَهَـا ثـلاثاً،
تَـطَـايَـرَ عـنْ مَـفَــاصِــلِهِ الخُمـارُ
وهَـاتِ فـغَـنّني بيتي نُصَيْـبٍ،
فـقـد وافـانيَ القـدَحُ المــــدارُ:
" ولولا أنْ يقـالَ صـبَـا نُـصَـيْـبٌ،
لـقـلتُ بـنـفـسيَ النَّـشءُ الصّغـارُ "
«بنفسيَ كلّ مهْضُومٍ حشاهَا،
إذا ظُلِمَتْ، فليسَ لها انتِصَارُ»