لله شمس كان أولها السها

لله شمسٌ كانَ أوّلها السّها

​لله شمسٌ كانَ أوّلها السّها​ المؤلف عبد الجبار بن حمديس


لله شمسٌ كانَ أوّلها السّها
كَحَلَ الظلامُ بنورها أجفاني
جادَ الزنَّادُ بِعُشْوَةٍ فتَخيّرتْ
قَصَرَ الجفيفةِ بعد طول زمان
شعواءُ باتتْ ترمحُ الريح التي
أمستْ تجاذبها شليل دخان
وكأنَّما في الجوّ منهما رايةٌ
حمراءُ تخفق، أو فؤاد جبان
أقبلتها من وجه أدهم غُرَّةً
فأرتك كيف تقابلَ القمران
في ظلّ منسدل الدجى جارتْ به
عيني التي هُدِيتْ بأذن حصاني
لله واصفةٌ مَعَرَّسَ سادةٍ
وهناً لعينك باضطراب لسانِ
نزلوا بأوطان الوحوش وما نبا
بهمُ زمانهمُ عن الأوطانِ
خطّافة الحركات ذات مساعرٍ
حملت جفونَ مراجلٍ وجفان
كالبحر أعلاها اللهيبُ وقعرها
جمرٌ كمثل سبائك العقيان
تَشوي اللطاةَ على سواحل لجها
للطارقين شواءة اللحمان
من كلّ منسكب السماحة يلتظي
في كفّه اليمنى شواظُ يماني
وإذا ابن آوى مدّ ذات رُنُوِّهِ
كَحَلَتْهُ بابنِ حَنِيَّةٍ مرنان
متوسّدين بها عبابَ دروعهم
إنّ الدروع وسائدُ الشجعان
يتنازعون حديثَ كلّ كريهةٍ
بكرٍ تصالوا حرّها وعوانِ
صرعوا الأوابدَ في الفدافد بالقنا
وخواضب الظلمان في الغيظان
من كلّ وحشيّ يُسابقُ ظِلّهُ
حتى أتاه مسابقُ اللحظانِ
صِيدٌ إذا شهدوا النديّ همى الندى
فيه ونيط الحسن بالإحسان
من كلّ صَبِّ بالحرُوبِ حياتُهُ
مشغوفةٌ بمنيّةِ الأقران
في متن كلّ أقبّ تحسبُ أنه
برقٌ يصرِّفه بوَحْي عنان
وإذا تضرّمتِ الكريهة واتقى
لفحاتها الفرسان بالفرسان
وثنى الجريحُ عنانه فكأنَّما
خُلعتْ عليه معاطف النشوان
وعلى الجماجم في الأكفّ صوارمٌ
ففراشها بالضرب ذو طيران
قدّوا الدروعَ بقضبهم فكأنما
صبّوا بها خُلُجاً على غدران
وَأرَوْكَ أنَّ من المياه مَناصِلاً
طُبعَتْ مضاربها من النيران