ما أقل اعتبارنا بالزمان
ما أقل اعتبارنا بالزمان
ما أقل اعتبارنا بالزمان
وَأشَدَّ اغْتِرَارَنَا بِالأمَاني
وَقَفَاتٌ عَلى غُرُورٍ وَأقْدا
مٌ عَلى مَزْلَقٍ مِنَ الحِدْثَانِ
في حُرُوبٍ عَلى الرّدَى، وَكَأ
نا اليوم في هدنةٍ مع الأزمان
وَكَفَانَا مُذَكِّراً بِالمَنَايَا
علمنا أننا من الحيوان
كل يوم رزيئة في فلان
وَوُقُوعٌ مِنَ الرّدَى بِفُلانِ
كم تراني أضلّ نفساً والهو
فَكَأنّي وَثِقْتُ بالوَخَدَانِ
قُلْ لهَذي الهَوَاملِ: استَوْثقي للـ
ـسّيرِ وَاستَنشزِي عَنِ الأعطَانِ
واستقيمي قد ضمك اللقم النـ
هج وغنى وراءك الحاديان
كم محيد عن الطريق وقد صرّ
ح خلج البُرى وجذب العران
نَنثَني جازِعينَ مِن عَدوَةِ الدّهْـ
هر ونرتاع للمنايا الدواني
جَفلَةُ السّرْبِ في الظّلامِ وَقد زُعْـ
ـزِعَ رَوْعاً مِن عَدْوَةِ الذُّؤبَانِ
ثمّ نَنْسَى جُرْحَ الحِمامِ، وَإنْ كا
نَ رَغيباً، يا قرْبَ ذا النّسيانِ
كلّ يوم تزايل من خليط
بالردى أو تباعدٌ من دان
وسواء مضى بنا القدر الجـ
د عجولاً أو ماطل العصران
يا لَقَوْمي لهَذِهِ الصّيلَمِ الصّـ
ـمّاءِ عَنّتْ، وَالنّازِلِ الأرْوَنَانِ
هل مجيرٌ بذابل أو حسام
أو معين بساعد أو بنان
مضرب من مضاربي فلّه الدّ
هر وغصن أبين من أغصاني
نسب ضارب إلى هاشم الجو
دِ، وَفَرْعٌ نَامٍ إلى عَدْنَانِ
حُفرَةٌ أطبَقَتْ على وَاضِحِ الأثْـ
اب في المجدِ طيّب الأردان
خلقٌ كالربيع روضه القطر
وصدر صافٍ من الأضغانِ
وجنان ماض على روعة الخط
ب ونفس كثيرة النزوان
لازمٌ شرعة الوفاء يرى حفـ
ـظَ التّصَافي دِيناً مِنَ الأدْيَانِ
شيّعوه بالدمعِ يجري كما
شيّع غدواً بواكر الأظعان
كل عين قريحة تتلقا
ه بواد من دمعها ملآن
قَد مَرَرْنا عَلى الدّيارِ خُشُوعاً
وَرَأيْنَا البِنَى، فَأيْنَ البَاني
وجهلنا الرسوم ثم عرفنا
فَذَكَرْنَا الأوْطارَ بالأوْطَانِ
جمحت زفرة بغير لجام
وَجَرَتْ دَمْعَةٌ بِغَيرِ عِنَانِ
فالتِفَاتاً إلى القُرُونِ الخَوَالي
هَلْ تَرَى اليَوْمَ غَيرَ قَرْنٍ فاني؟
أينَ رَبُّ السّديرِ وَالحِيرَةِ البَيْـ
ـضَاءِ، أمْ أينَ صَاحِبُ الإيوَانِ؟
وَالسّيوفُ الحِدادُ مِنْ آلِ بَدْرٍ
والقنا الصم من بني الديان
طَرَدَتهمْ وَقَائعُ الدّهْرِ عَن لَعْـ
لعلعِ طرد السفار عن نجران
وَالمَوَاضِي مِنْ آلِ جَفْنَةَ أرْسَى
طُنُباً مُلكُهُمْ عَلى الجَوْلانِ
لمْ يكُنْ غَيرَ قَبسَةِ الفَرِقِ العَجْـ
كرع الظماء في الغدرانِ
مِنْ أُبَاةِ اللّعْنِ الّذِينَ يُحَيَّو
بها في معاقد التيجان
تَتَرَاءاهُمُ الوُفُودُ بَعِيداً
ضَارِبِينَ الصّدورَ بالأذْقَانِ
في رِيَاضٍ مِنَ السّمَاحِ حَوَالٍ
وَجِبَالٍ مِنَ الحُلُومِ رِزَانِ
وَهمُ المَاءُ لَذّ للنّاهِلِ الظّمْـ
برداً والنار للحيران
كل مستيقظ الجنان إذا
ـلَمَ لَيْلُ النّوّامَةِ المِبطَانِ
يغتدي في السّبابِ غير شجاع
ويرى في النزالِ غير جبان
ما ثنت عنهمُ المنون يدٌ شو
كاء أطرافها من المرَّانِ
عَطَفَ الدّهْرُ فَرْعَهُمْ، فَرَآهُ
بعد بعد الذرى قريب المجاني
وَثَنَتْهُمْ بَعدَ الجِمَاحِ المَنايَا
في عنان التسليم والإذعان
عطلت منهم المقاري وباخت
في حماهم مواقد النيران
لَيسَ يَبْقَى عَلى الزّمَانِ جَرِيءٌ
في إبَاءٍ، وَعاجِزٌ في هَوَانِ
لا شُبُوبٌ مِنَ الصُّوَارِ، وَلا أعْـ
ق يرعى منابت العلجمان
لا وَلا خاضِبٌ مِنَ الرُّبْدِ يَختَا
ل بريطِ أحم غير يمان
يَرْتَمي وُجْهَةَ الرّئَالِ، إذا آ
نس ولن الإظلام والإدجان
نابلاً في مطامح الجوّ هاتيك
وذا في مهابطِ الغيطان
لوْ لَوَى عَنكَ رَائعَ الخَطبِ ذَبٌّ
أوْ رَمَتْ دُونَكَ الحِمامَ يَدانِ
لوقتكَ الردى نفوسٌ عزيزا
تٌ وَأيْدٍ مَليئَةٌ بالطّعَانِ
ورجال إذا دعوا غدوة الروع
عِ، وَقَدْ خَفّ جانبُ الأقرَانِ
شمروا يطلبون ناشئة الصو
تِ، خَناذيذَ كالقنيّ اللّدانِ
لا أغب الربيع تربك من نو
ر هجانٍ ومنظر أضحيان
وحدا البرق كل يوم إليه
عجل القطر بالنسيمِ الواني
في جبالٍ من الغمام كأنَّ الليل
يرمي رعانها برعان
هَزِجَاتٌ مِنَ البُرُوقِ كأنّ الـ
البُلق فيها مجرورة الأرسان
بعد ما كنّ كالشفوف تراهنّ
ـنّ خَفِيّاتٍ نَقِيّةَ الألْوَانِ
نشوء مزنٍ كأنَّ في الأفقِ منه
نفس القين في الحسامِ اليماني
أو كماويَّة الصناع علاها
صدأ اللون بعد طول صيان
لاحَمَتْ بَيْنَهُ الرّيَاحُ فَأوْفَى
كمجر الأنقاء والكثبان
تَمْتَرِيهِ هَوْجَاءُ مِنْ قِبَلِ الغَوْ
رين، نَزْعَ الدّلاءِ بالأشْطَانِ
تَحفِزُ القَطرَ كلّما جَلجَلَ الرّا
عِدُ حَفْزَ الحَنِيّةِ المِرْنَانِ
كعياب الدروع أسمع ركض الخيل
ـخَيلِ فيها خَشاخِشَ الأبدانِ
لَوْ تَرَاخَتْ تِلْكَ الرّيَاحُ لأرْسَلْـ
ـتُ رِيَاحَ الزّفِيرِ وَالإرْنَانِ
لَوْ وَنَى ذَلِكَ الغَمَامُ لأطلَقْـ
مزاد الدموع من أجفاني
فعليك السلام من خاشع النا
ظِرِ مُسْتَسْلِمٍ لريْبِ الزّمَانِ
يَنظُرُ الدّهرَ بَعدَ يَوْمِكَ وَالنّا
س بعين وحشيَّة الإنسان
ويرى الأنس لست من حاضريه
وَحشَةً، وَالجَميعَ كَالوِحدانِ
مُعطِياً للعِدا بهِ الوَاهِنَ الضّا
رِعَ بَعْدَ الأنْصَارِ وَالأعْوَانِ
اذكرته أيام هذا التنائي
مامضى من أيام ذاك التداني
أصدقائي أقاربي وأخلا
ئي قبيلي وأخوتي أخواني
فامْضِ لا غَرّني الزّمَانُ بِعَهْدٍ
في خليل ولا بعقد ضمان
قَد تُخَلّى النّفسُ الحَبيبَةُ بالرّغْـ
بالرغمِ وقد يبعد القريب الداني
صُرِفَ الطّرْفُ عنكَ لا عن تقالٍ
وَأُقِلَّ اللّقَاءُ لا عَنْ تَوَاني