مثل أمامك ساحة الحرب
مثل أمامك ساحة الحرب
مثل أمامك ساحة الحرب
وقد انجلت بالطعن والضرب
هذا صريع قناً هوى دنفاً
ونجيعه يجري على التّرب
وفؤاد ذي أوتارها قطعت
حزنا على زوجٍ لها ندب
وحبيبة تبكي فتى علقت
بهواه أردته ظبي القضب
وكنت ترى هنا رجلاً طريحاً
من الأوصاب ما ضمد الجروحا
يمدّ يديه يستجدي الشّحيحا
وذاك يغضّ عن بذل العطيّه
هنا أمّ وأطفال صغار
تعمّهم الخصاصة والبوار
يذوقون البلاء ولا ديار
تقيهم أو تصون من المنيّة
هنا الأموات يأكلها الفقير
هنا الإنسان تنقره الطّيور
هنا أمٌ يطيب لها الصّغير
فتنهشه بنابٍ بربريه
مشاهد يقشعرّ لها الشّعور
وتنقبض الجوانح والصّدور
وهول لم تسطره الدّهور
ولا تاريخ عصر الجاهلية