مجلة الرسالة/العدد 174/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 174/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 174
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 02 - 11 - 1936



نقل تراث الأندلس من الاسكوريال

في الأنباء الأخيرة عن الحرب الأهلية الأسبانية أن حكومة مدريد قد نقلت على جناح السرعة جميع التحف الفنية والكتب الخطية من دير الاسكوريال إلى مدريد خوفاً عليها من التلف الذي تتعرض إليه من جراء الحرائق والقنابل، ونحن نعرف أن قوات الثوار تحدق الآن بمدريد وأنها على قيد مسافة قليلة من ضاحية الاسكوريال، وقد وقعت أخيراً حول الاسكوريال عدة معارك طاحنة. وفي تصرف حكومة مدريد ما يعدو إلى الثناء خصوصاً إذا علمنا أن بين هذه التحف الفنية التي نقلت إلى مدريد مجموعة الكتب الأندلسية التي كانت محفوظة بالاسكوريال؛ ويبلغ عدد هذه المخطوطات النفيسة التي هي آخر بقية من تراث الأندلس الفكري نحو ألف وتسعمائة مجلد؛ بيد أن نقلها إلى مدريد لا يبعد عنها كل الأخطار المحتملة، ذلك لأن مدريد أصبحت محصورة بالقوات الثائرة من كل ناحية، وقد لا تمضي أيام قلائل حتى تسقط في يد الثوار، وعندئذ يعلم الله وحده ما يصيب المدينة وكل ما فيها من ألوان التخريب، غير أن هنالك من جهة أخرى ما يحمل على الاعتقاد بأن حكومة مدريد تغنى بنقل جميع هذه التحف الفنية إلى مكان أمين بعيد عن العاصمة، وربما نقلت إلى برشلونة حصن الحكومة الديموقراطية وملاذها بعد مدريد، وهي أبعد ما يكون عن الخطر. فإذا صح ذلك كان باعثاً إلى نوع من الاطمئنان على هذا التراث النفيس الذي يزعجنا اليوم مصيره، والذي نوهت (الرسالة) غير مرة بما يتهدده من الأخطار، وما يجب على الأمم الإسلامية والعربية في شأن الدعوة إلى حمايته وصونه.

ترجمة للفيلسوف مندلسون

صدرت ترجمة جديدة جامعة للفيلسوف الألماني اليهودي الأشهر موسى مندلسون بقلم الكاتب الألماني أوتو تسارك وقد ظهر الكتاب في امستردام (هولانده) لأن الكتب المتعلقة بالتاريخ اليهودي أو الفلسفة اليهودية لا يسمح الآن بنشرها في ألمانيا، وعنوانه (ترجمة مندلسون) وفيه يستعرض الكاتب حياة هذا الفيلسوف منذ مولده في سنة 1729 في دساو، وهي نفس السنة التي ولد فيها الشاعر لسنج صديقه الحميم فيما بعد. وقد اشتغل مندلسون بادئ بدء كاتباً في محل تجاري، كما اشتغل الفيلسوف موسى بن ميمون بتجارة السمك، والفيلسوف اسبينوزا بصقل الزجاج؛ وفي سنة 1754 تعرف بالشاعر لسنج وتوثقت بينهما أواصر صداقة أدبية متينة، وأصدرا معاً كتاباً عنوانه (بوب المشتغل بما وراء الطبيعة)، ونشر له لسنج بعد ذلك (محادثاته الفلسفية) غفلاً من اسمه، لأن العصر لم يكن يسمح بالتوسع في المسائل الفلسفية العميقة؛ وأصدر لسنج بعد ذلك كتابه (ناتان الحكيم) واتخذ مندلسون بطلاً لقصته. ولكن مندلسون بلغ ذروة القوة والابتكار حين أصدر كتابه (فيدون) في سنة 1767؛ ويعتبر كتاب مندلسون بداية عصر جديد في الأدب الألماني الصحيح لأنه يحمل فيه على الحركة الأدبية المتأثرة بنفوذ الأدب الفرنسي ونفوذ فولتير، ويحمل كذلك على فردريك الأكبر لأنه شجع هذه الحركة؛ ولم يغضب فردريك الأكبر لهذه الحملة بل بالعكس سر لها وطلب مندلسون لرؤيته؛ ولمندلسون نظرية في الجنسية اليهودية خلاصتها أن يندمج يهود كل أمة في جنسية هذه الأمة اندماجاً تاماً، وإلا يجعلوا لأنفسهم من اليهودية نفسها جنسية خاصة، ولكن المتعصبين لم يقبلوا نظريته، وأصروا دائماً على اتخاذ اليهودية ذاتها جنساً وديناً؛ وقد كان لمندلسون تأثير عظيم في توجيه الأدب الألماني الحديث.

وموسى مندلسون هو جد الموسيقي العظيم فيلكس مندلسون الذي ولد في سنة 1809 وتوفي في سنة 1847

وتعتبر هذه الترجمة الجديدة من أقوى التراجم التي صدرت عن مندلسون، وقد اشتهر مؤلفها اوتو سارك من قبل بترجمته لكوسوت بطل المجر القومي.

الوطنية واستعباد الفكر

خطب الدكتور جبلز وزير الدعاية الألمانية في معرض الكتب في مدينة فيمار، فأشار إلى مركز الكاتب بالأمس ومركزه اليوم في ألمانيا النازية، وشبه الكاتب بالجندي الذي لا يصح له أن يطلق الرصاص إلا متى أمر وحيث أمر، فكذلك الكاتب يجب أن يكون جندياً من جنود الوطن لا يكتب إلا فيما اتفق مع مثل الوطن وغاياته؛ ويجب أن تحد حرية القلم بالحدود التي يتطلبها الوطن وألا يتخذ الكاتب من (فرديته) وحريته الفكرية سبيلاً إلى التصريح بما يخرج عن المثل القومية. والدكتور جبلز هو أوفر العصبة النازية ثقافة، وربما كان أشدهم شعوراً بما انتهت إليه الحركة الفكرية والثقافية في ألمانيا النازية من التدهور، ولذا نراه ينتهز كل فرصة للدفاع عن السياسة النازية في تصفية الذهن والقلم؛ بيد أن الدكتور جبلز يدافع عن قضية لا يمكن الدفاع عنها؛ فالفردية وحرية الفكر هما أساس المدنية؛ والفردية معناها الكرامة الإنسانية، وحرية الرأي هي أسمى ما يتمتع به الفرد في أمة متمدنة، ويكفي أن تعرف أن الصحافة الألمانية انتهت في عهد النازي، وبفضل القوانين الحديدية التي يسهر على تنفيذها الدكتور جبلز إلى حالة تدعو إلى الرثاء، وقد اختفت الصحف الكبرى الصحافة الألمانية، وأضحى الألماني يرغب عن قراءة الصحف الألمانية، ويؤثر قراءة الصحف الأجنبية، ولم تظهر في الأعوام الثلاثة الأخيرة عبقرية فنية ذات شأن أو أي إنتاج أدبي يلفت النظر، ولا يمكن أن تظهر في ظل هذا النظام الحديدي الذي يجعل من القلم أداة مصفدة توجهها السلطات حيث شاءت. ومما يدعو إلى التأمل أن الدكتور جبلز يلقي خطابه في استعباد حرية الذهن في فيمار حيثما سطعت أعظم عبقرية أدبية ألمانية في ظل الحرية ونعني جيته.

كتاب عن روبرت والبول

روبرت والبول من أعظم ساسة إنكلترا وساسة العصر الحديث؛ ويعتبر هو الواضع للأساليب السياسية المحافظة التي مازالت إلى اليوم توجه السياسة الإنكليزية.

وقد صدرت أخيراً ترجمة مطولة لهذا السياسي الكبير في ثلاثة أجزاء بقلم الكاتب الإنكليزي ف. س. أوليفر الذي توفي قبل تمام ظهر كتابه، بعنوان (المغامرة اللانهائية) ومستر أوليفر ليس من الكتاب المحترفين، ولكنه كاتب هاو، وقد كان تاجراً كبيراً، ولكنه اشتهر حينما أصدر كتابه عن (اللورد هاملتون) السياسي الكبير، وظهرت مقدرته في الوصف والتحليل في كتابة التراجم.

ويعرض مستر اوليفر حياة روبرت والبول في إفاضة، ويصف الأساليب السياسية في القرن الثامن عشر في العصر الذي ملك فيه والبول زمامها (أوائل القرن الثامن عشر)؛ ويدلل على أن هذه الأساليب كانت تقوم على نوع من الطغيان السياسي الذي يسود اليوم بعض الدول العظمى؛ ويقص علينا خلال ذلك حوادث هذا العصر السياسية.

ويرى مستر أوليفر أن أعظم فارق بين السياسة في ذلك العصر وبين السياسة في عصرنا هو في مقدار القوى التي يجب على السياسي العظيم أن يسيرها؛ ففي القرن الثامن عشر كان عليه أن يقود زمام جماعة من الملاك، وملك، وملكة، وبعض الحظايا؛ ولكن عليه اليوم أن يقود زمام ملايين الناخبين، وزمام صحافة غدت في عصرنا قوة هائلة تختلف نزعاتها ومصالحها.

مدرسة للفن المسرحي

أنشأت الحكومة النمسوية أخيراً مدرسة فنية من نوع خاص هي (مدرسة أساتذة الفن المسرحي)؛ وتعنى هذه المدرسة الجديدة التي ألحقت بأكاديمية الفنون الجميلة، بتعليم كل ما يتعلق بتنظيم المناظر المسرحية وزخرفة المسرح والإخراج المسرحي، وانتدب للتعليم فيها أشهر أساتذة هذا الفن من الأخصائيين في الزخارف وتنظيم الثياب والإخراج وغيرها. ومدة التعليم فيها سنتان؛ ويدخلها الطلبة بعد جواز امتحان فني يثبت أهليتهم لتلقي الشؤون المسرحية؛ والتعليم علمي وعملي بحيث يقضي الطلبة نصف اليوم في تلقي الدروس النظرية، ثم يقضون باقي اليوم في نفس المسارح لتلقي التجارب العملية. وتمنح للطلبة الفائزين بعد عامين (دبلوم فنية) للعمل في المسارح كأساتذة للإخراج الفني.

ذكريات صحفي شهير

صدر أخيراً بالفرنسية كتاب للصحفي الشهير لوسيان كوربشيه عنوانه (ذكريات صحفي) ` في مجلدين كبيرين؛ وقد كان كوربشيه من أعظم صحافيي ما قبل الحرب، يكتب في أشهر الصحف الباريزية، وكانت له علائق أدبية وثيقة بأعاظم كتاب العصر ولا سيما الكاتب اللوريني الأشهر موريس باريس. ويتناول الجزء الأول منه ذكريات كوربشيه أحوال باريس ومجتمعاتها قبل الحرب، وهو بهذه الصفة وثيقة تاريخية ثقافية لها قيمتها؛ ويتناول الجزء الثاني حياة كاتبين عظيمين هما موريس باريس وبول بورجيه، وقد كان باريس يتولى زعامة فرنسا الأدبية في بعض المناحي ولاسيما الكتابة السياسية الوطنية، وكان بورجيه يتولى الزعامة الأدبية في عالم النقد والتحليل النفسي؛ وقد استطاع كوربشيه أن يقدم لنا صوراً حية قوية من هذين الكاتبين، ومن الآثار العميقة التي أحدثاها في جيل عصرهما الأدبي والثقافي؛ ويبدي كوربشيه فوق ذلك حبه وإعجابه العميق لهما. ويعتبر كتاب كوربشيه نداء للشباب والجيل الجديد يذكره بالقديم وما كان فيه من عظمة تفي التفكير، وارتفاع عن مناحي الأدب المنحل الذي يغمر كل شيء في عصرنا.

ذكرى الموسيقي لست

احتفل أخيراً في فينا بذكرى الموسيقي الشهير فرانز لست لمناسبة مرور خمسين عاماً على وفاته؛ وهذا الاحتفال هو صدى احتفالات قومية عديدة أقيمت في بودابست احتفاء بهذه الذكرى لأن لست مجري المولد والجنس، ولكنه درس في فينا، وفيها بزغ مجده، وكان مولده في سنة 1811 ووفاته سنة 1886؛ وبرع لست في العزف على البيانو وفي التصنيف الموسيقي، وله بالأخص قطع كنسية رائعة؛ وطاف بباريس ولندن ومعظم عواصم القارة وخلب الألباب بافتنانه وسحره، وكتب عن رحلته كتاباً سماه (أعوام الحج)، وله مصنفات موسيقية في المقام الأول.

وقد أهدت الحكومة المجرية بهذه المناسبة إلى مدينة فينا لوحة تذكارية عن لست؛ واحتفلت الحكومة بوضعها في دير (شوتنهوف) في احتفال رسمي فخم شهده وفد عن الحكومة المجرية، وشهده جمع كبير من الوزراء وأقطاب الفن؛ وألقيت خطب عديدة عن حياة لست وعن عبقريته الفنية؛ وعزفت قطع من تصنيفه ونوه الفريقان بالدور العظيم التي تقوم به ذكرى لست في توثيق الروابط الثقافية والفنية بين الشعبين المجري والنمسوي

دوهامل ومستقبل الكتب

يكتب الآن مسيو جورج دوهامل عضو الأكاديمية الفرنسية في مجلة (مركير) الشهيرة عدة مقالات عن مستقبل الكتب، وما يهددها من أخطار عظيمة من جراء السينما والراديو وغيرهما من الوسائل المصطنعة لنشر الثقافة السطحية؛ وقد كان مسيو الفريد فاليت يكتب في مجلة (مركير) في نفس الموضوع قبل جورج دوهامل؛ ويلاحظ مسيو دوهامل في مقالاته القوية الممتعة أن هذا العصر الذي يهدد فيه مصير الكتب بأشد الأخطار، هو العصر الذي اشتدت فيه حاجة الإنسان إلى (الكتاب) الجيد، وينعى على الحركة الأدبية المعاصرة ما تبديه من الميل إلى جعل الأدب سلعة تجارية وجعله آلياً وتجريده من كل عناصره المعنوية، وذلك طبقاً لأساليب تجعل من الذهن سلعة تجارية منحطة. ويزمع مسيو دوهامل أن يجمع هذه المقالات في كتاب خاص تنتظره الدوائر الأدبية بفارغ الصبر.

وفاة علامة أثري

نعت أنباء فينا الأخيرة العلامة الأثري الدكتور ولهلم كوبتشك توفي في التاسعة والسبعين من عمره، وكان مولده بمدينة برسبورج؛ ودرس التاريخ القديم واللغات القديمة في فينا وبرلين، واشتغل منذ شبابه بالتدريس في جامعة فينا، ثم عين بعد ذلك أميناً لمتحف النقود والمداليات القديمة، وأستاذاً للتاريخ الروماني في جامعة فينا.

وقد اشتهر الأستاذ كوبتشك بمباحثه في مسائل التاريخ، القديم ولاسيما التاريخ الروماني وقراءة النصوص والآثار القديمة وفحص النقود والمداليات القديمة واستقراء التواريخ والحوادث فيه؛ واشتهر أيضاً بمباحثه في الجغرافيا الرومانية القديمة

خريدة القصر للأصبهاني والذخيرة للإمام القرافي

ذكرنا في العدد 168 من (الرسالة) أن الجمعية الآسيوية البنجالية عثرت على جزء من كتاب (خريدة القصر) للأصبهاني، وأنه عثر على نسخة من كتاب الذخيرة للإمام القرافي في مكتبة الأزهر. وقد جاءنا من أمين مكتبة كلية القرويين بفاس ما يأتي:

يوجد بخزانة كلية القرويين العامة بمدينة فاس تحت نمرة (البرنامج الجديد) ل 576 جزءان من كتاب خريدة القصر وجريدة العصر للإمام أبي عبد الله محمد بن محمد الكاتب عماد الدين الاصبهاني المتوفى سنة 597هـ موافق 1200م وهما الجزء الخامس والسادس من النسخة. أول الخامس (قافية العين من شعر القاضي أبي بكر الأرجاني في مدح الوزير جمال الدين أبي علي وزير المسترشد بالله، وفي آخره آخر القسم الثاني من كتاب خريدة القصر وجريدة العصر يتلوه القسم الثالث في ذكر محاسن شعراء الشام في الجزء السادس، وينتهي هذا الجزء السادس بقوله: تم الجزء السادس ويتلوه الجزء السابع وهو الثاني من القسم الثالث الأمراء الكنانيون من شيراز، وهما جزءان ضخمان كتبا بخط جميل أندلسي في كاغد متين خاليين من كل طرة فاقدين اسم الناسخ وتاريخ النسخ إلا أن إمارات القدم تلوح عليهما، وقد كانا مملوكين لجناب أمير المؤمنين المنصور الذهبي السعدي المتوفى سنة 1012هـ موافق 1785م بآخر أحدهما ما نصه: برسم خزانة مولانا أمير المؤمنين الخليفة المجاهد أبي العباس المنصور بن مولاه أمير المؤمنين الخليفة المجاهد أبي عبد الله محمد الشيخ. وعلى الجزءين معاً وقف هذين الجزءين على خزانة كلية القرويين العامرة، على التحبيس خط يد السلطان المنصور الذهبي السعدي سنة 1012هـ موافق 1782م.

ويوجد أيضاً منه قطعة أخرى مبتورة الأول والآخر كانت مجهولة فأعملت المجهود لكشف عنها فوجدتها من جريدة القصر ونظمت تحت عدد ل 604.

كذلك توجد الذخيرة على مذهب إمام دار الهجرة للعلامة الشهير الإمام القرافي شهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس المالكي مذهباً المتوفى سنة 684هـ 1282م تحت نمرة ل 354 غير تامة. الموجود منه الآن تحت النظام ثلاثة أجزاء ضخام جداً، وأصل هاته النسخة من ثمانية أجزاء بدليل ما رقم على الجزء الثامن منها ونصه: (السفر الثامن من كتاب الذخيرة على مذهب إمام دار الهجرة النبوية وفيه من الأبواب الفقهية كتاب أمهات الأولاد، كتاب الجنايات، كتاب موجبات الضمان، كتاب الفرايض والمواريث، كتاب الجامع. فلا شك أن هذا هو الجزء الأخير، وعندنا الجزء السادس وفيه من الأبواب الفقهية كتاب الحبس والوصية والشفعة والشركة. وبآخره: كمل الجزء السادس من الذخيرة بحمد الله وحسن عونه يتلوه في السابع إن شاء الله كتاب الرهون.

وعندنا جزء آخر كتب عليه أنه الخامس من كتاب الذخيرة وعند الفحص لوضع البرنامج الجديد تبين أنه جزء مختلط إذ أوله في الجنايات والمواريث وآخره في العتق والكتابة، وبآخره: تم السفر الخامس من كتاب الذخيرة على يد عبد الملك بن محمد بن عبد الملك الحضرمي سنة 727هـ ويظهر أن هذا غلط من الناسخ حيث ضم أول الثامن مع آخر الخامس وجعلهما سفراً واحداً. أما الأولان أعني السادس والثامن فسالمان. أجزاء ثلاثة ضخام جداً في أوراق متينة مكتوبة بالسواك بخط أندلسي جميل خاليين من اسم الواقف.

محمد العربي