مجلة الرسالة/العدد 18/بلياس ومليزاند

مجلة الرسالة/العدد 18/بلياس ومليزاند

مجلة الرسالة - العدد 18
بلياس ومليزاند
ملاحظات: بتاريخ: 01 - 10 - 1933



للفيلسوف البلجيكي موريس ماترلنك

ترجمة الدكتور حسن صادق

مليزاند - إن شكلي بشع في هذا الموقف

بلياس - أوه مليزاند!. . . ما أجملك!. . . ما أروع منظرك في مكانك هذا!. . . أنحن. . . أنحن. . . دعيني أقترب منك أكثر من ذلك.

مليزاند - لا أستطيع أن اقترب منك اكثر مما فعلت. . . هذا آخر ما أستطيع من الانحناء.

بلياس - ليس في مقدوري أن أرفع نفسي إليك اكثر مما ترين. . . اعطني على الأقل يدك في هذا المساء. . . قبل ذهابي. . . إني راحل غداً. .

مليزاند - لا. لا. لا

بلياس - نعم. نعم. أني راحل غداً. . . اعطني يدك. . . يدك الصغيرة أضعها على شفتي

مليزاند - لا أجيب سؤالك إذا أصررت على الرحيل

بلياس - اعطني. . . أعطني. . .

مليزاند - أعدلت عن السفر؟

بلياس - سأنتظر. . . سأنتظر. . .

مليزاند - أرى وردة في جوف الظلام

بلياس - أين هي؟. . . أني لا أرى إلا أغصان شجرة الصفصاف التي تفوق في علوها البرج

بلياس - ليست بوردة. . . أني اذهب لأرى حقيقتها بعد هنيهة، ولكن اعطني يدك. . . يدك أولاً. . .

مليزاند - ها هي ذي. ألا تراها؟. . . لا أستطيع أن انحني اكثر من ذلك

بلياس - شفتاي تعجزان عن بلوغ يدك

مليزاند - لا أستطيع أن أنحني اكثر من ذلك. . . كدت اسقط. . . أوه! أوه! شعري، امتهدل على حائط البرج

(يسقط شعرها دفعة واحدة وهي منحنية ويقفز بلياس) بلياس - أوه! ما هذا؟. . شعرك يسعى إلى كل شعرك يا مليزاند سقط من البرج!. . . أني اقبض عليه بيدي. . . وأطبق فمي. . . وألف به ذراعي وعنقي. . . لن افتح يدي الليلة. . .

مليزاند - خل سبيله. . . أطلق سراحه. . . كدت تسبب لي السقوط!

بلياس - كلا. كلا. لم أر قط شعرا مثل شعرك يا مليزاند انظري! انظري! انه يأتيني من عل ويغمرني إلى القلب. . . لقد بلغ ركبتي. . . انه رائع عذب. . . عذب كأنه هبط علي من السماء لم أعد أرى السماء خلاله. أترين لم يعد في مقدور يدي القبض عليه. . امتدت شعرات منه حتى بلغت أغصان الصفصاف. . . انه حي في يدي كالأطيار. . . انه يحبني. . . يحبني أحسن منك ألف مرة!